الله بالخير
في انتظار العاصفة
منطقة الخليج تعيش هذه الايام في أجواء شبيهة بما حدث في الغزو الأميركي على العراق عام 2003.. زيارة هيلاري كلينتون للمنطقة ليست عبثا أو «شمة هواء» أو للاستمتاع بأجواء المنطقة الدافئة هربا من البرد القارس والثلوج في أوروبا وأميركا.. هيلاري كلينتون جاءت الى المنطقة للتشاور مع اصدقاء أميركا لعلهم يستطيعون اقناع إيران بحل الازمة النووية الإيرانية ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل في جميع دول المنطقة ما عدا اسرائيل، لكن الموقف الايراني لم ولن يعبأ بتشديد العقوبات.. ولن يهتم بالعدوان عليها، بل هو ماض في تجاربه النووية، وكما قال الرئيس الايراني محمود نجاد «اذا حاول أحد اثارة المشكلات لإيران فلن يكون ردنا كما في الماضي.. هذا الرد سيجعل الدول الكبرى تندم، ولعل هذا ما يعني دول الخليج، لان الرد الايراني على اميركا في حال شن حرب عليها، سيكون ضد القواعد العسكرية الاميركية في الخليج، ولعل هذا ما يجعل أميركا تتردد في الحرب على إيران لان الطريق ليس ممهدا، وبالتالي سيصيب النفوذ الاميركي في المنطقة.. بينما تعلن اسرائيل استعدادها للحرب ضد ايران، وهذا ما جعل وزيرة الخارجية تزور المنطقة فهي واقعة بين مطرقة اسرائيل التي تريد التخلص من التهديد الايراني المعادي لها وبين سندان تعرض مصالح أميركا الاستراتيجية في المنطقة للاعتداء.. فهل تستطيع بعض دول الخليج اقناع ايران بوجهة النظر الاميركية وبالتالي نزع فتيل الحرب التي لا تستطيع أميركا تحملها ازاء تورطها في العراق وايران وباكستان ودول اخرى؟. وهذا ما يجعل المنطقة تعيش هذه الايام مرحلة الهدوء الحذر قبل العاصفة.. وما علينا الا ان نراقب وننتظر فالوضع اكبر منا.. وما عجز ويعجز عنه الكبار لن يحله الصغار.. والله من وراء القصد.
allah_balkher@hotmail.com