تبكي اليوم عاشقها عمانُ
لو وجد الكلام طريقا إليك، لأتيناك إلى حيث أنت... والإنسان كلمة، تترك صداها بعد الرحيل..... لو كان بوسعنا الوداع، لودعناك كيفما شئنا، لأخبرناك ما في أنفسنا، لشبعنا منك!!... وهل من أمد للشوق فينتهي؟... وهل من وقت نقول بعده اكتفينا؟.... فمهما احتفينا يبقى الشوق، ويصعب الوداع......
هذه أبيات لك، عمي فواز خميس الشوا الغالي، أبا خميس، حبيب الكل، فيها القليل من شوق كبير، فيها بعض من كثير:
تبكي اليوم عاشقها عمانُ
بأربعةٍ سجامٍ والحزنُ ألوانُ
ما علمت أن سترحل ذاهبا
ما علمت أن حان الأوانُ
وما جف قلمُك الكاتبُ عنها
"خير مُقامٍ" وللقلب بُستانُ
بدأت سيرتها برأس عينٍ
مكانٌ أحببت و يحبك المكانُ
رويت في كتاب تاريخٍ
براءة طفل طاب لهُ الزمانُ
وأنت الطفل الحالمُ فيها
شرقُها و غربُها لك عينانُ
وأنت الرجلُ الحاملُ همها
و هل من شيم العاشق الهوانُ؟
لك في كل زاوية منها شيءٌ
ولها في قلبك الحبُ عدنانُ
غرست بأرضها بذور صدقٍ
ويشهد غورُها و حُسبانُ
وحقك ما ينساك ساكنُها
يصدقُ القلبُ وينطقُ اللسانُ
إن غاب حبيب تُروى مآثرهُ
وليس فيك إلا مآثرٌ وإحسانُ
فيك رجولةٌ و صدقُ طفلٍ
فيك خيرٌ حدّهُ العنان
وأبٌ تعلق روحاً وعقلاً
شيمتهُ المحبةُ والحنانُ
حبيبٌ حكم الزمانُ ببينه
قريب وإن بعُد المكانُ
حبيب عند الله نحسبهُ
رضىً بحكم الباري وإيمانُ
ستبقى حاضر فينا أبداً
وذكراك لا يعتريها نسيانُ
وتبقى الحالم وعمانُ تبقى
تبكي حبيبا والحزن ألوان
+ الباحث العمّاني فواز خميس الشوا الذي رحل مؤخرا، صاحب كتاب «عمان خير مقام»، والي يضم مقالات الباحث، وتمتد على مساحة 246 من القطعالكبير.