محاور خطبة الجمعة المقترحة : صلاح الأسرة صلاح للمجتمع
المدينة نيوز - نشرت وزارة الاوقاف محاور الخطبة المقترحة لصلاة الجمعة ، وموضوعها " صلاح الأسرة صلاح للمجتمع " ، وهي على النحو التالي :
• الأسرة عماد المجتمع ، وهي أساس الحياة الإنسانية ، وهي اللبنة الأساسية في بناء الأمم ، ومن مجموعها يتشكل نسيج الوطن ، وصلاح الأسرة وترابطها واستقامتها هو صلاح للمجتمع والوطن وترابطه وصلاحه ، وفسادها وتشتتها وانحلالها ينعكس على المجتمع بسلبيات لا تحمد عقباها مما يوهن المجتمع ويعرضه للأخطار .
• نظرا لأهمية الأسرة وأثرها على نسيج الأمة والمجتمع فقد أولاها الإسلام اهتماما كبيرا وقرر عددا من المبادئ التي تكفل لها حياة فاضلة تقوم على أساس المودة والرحمة والسكن والوئام والسلام ، قال الله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) سورة الروم الآية (21) .
• وحيث أن الأسرة هي أساس الحياة والمجتمع فقد شرع الله تعالى لتأسيسها ما يكفل سلامة بنائها وديمومتها برباط وثيق ذي قدسية وهو الزواج ؛ قال الله تعالى : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ) سورة الأعراف الآية (189) ، وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي َتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) سورة النساء الآية (1) .
• الزواج هو السبيل الوحيد لبناء الأسرة ، ومن هنا جاء الحث عليه والتأكيد على أن ركائزه متعددة ومن أهمها الدين والتقوى ، فقد جاء في الحديث الشريف : ( إذا خَطَب إليكم مَن تَرْضَوْنَ دِينَه وخُلُقَه ، فزَوِّجُوه . إلا تفعلوا تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ ) رواه الترمذي ، وقال صلى الله عليه وسلم : (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) رواه البخاري .
• لقد رسخ الإسلام عددا من القيم التي تمكن الأسرة من القيام بدورها في المجتمع وتعمل على الارتقاء به ، فقد قرر قيم الترابط والتراحم والتعاطف والتآلف والتكافل ، وقيم الإحسان والتعاون والبر والتقوى ، وقيم احترام الكبير والعطف على الصغير ، وقيم الإيثار والمحبة والكلمة الطيبة وصلة الرحم ..
• بناء الأسرة وسلامتها واستقرارها يعتمد على تنظيم الحقوق والواجبات بين الزوج والزوجة والأبناء المبني على الترابط الحميم بينهم ، فالمسؤوليات موزعة : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) ، وقوامة الرجل هي جزء من تلك المسؤولية ، والحرص على حسن العشرة والرعاية والحماية والتشاور والاحترام المتبادل وسعة الصدر والحكمة والعدل والإنصاف والإحسان من لوازم نجاح الأسرة .
• حماية الأسرة من الضعف أو التفكك واجب شرعي ووطني ينبغي أن تتضافر فيه جهود الجميع أفرادا ومؤسسات ، ومن هنا يجب الالتزام بالضوابط الشرعية في الحياة الزوجية وفي التربية والتوجيه ومعرفة الأحكام التي تتعلق بالحقوق والواجبات ، والحذر كل الحذر من الإهمال أو التقصير بأي واجب من الواجبات ؛ حيث أن غياب الرجل أو الأم عن أسرتهما من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى تفكك الأسرة وضياع الأبناء :
إن اليتيم هو الذي تلقى له أمّاً تخلت أو أباً مشغولا
• الوالدان قدوة لأبنائهم ، وصلاح الوالدين صلاح وتوفيق للأبناء : (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً ) ، وخير الناس من كان لطيفا ومحسنا لأسرته وأهله ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ) رواه الترمذي ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله ) رواه الترمذي ، وقد جاء في الحديث الشريف : سئلت عائشة - رضي الله عنها : ( ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله - أي: في خدمتهم - ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة ) رواه البخاري . وفي رواية عند الإمام أحمد: كان بشرًا من البشر، يَفْلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه. وفي رواية أخرى: كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم .