كفيفٌ ومبتورةٌ ساقه يشاركان بطلاً أردنياً تسلّق جبل كليمنجارو
المدينة نيوز - يواصل المتسلّق العالمي مصطفى سلامة تحدّيه قمم الجبال العالمية، مطلقاً مبادرة إنسانية تحت شعار "رؤية بلا حدود"، مؤكّدا من جديد أنّ كلمة "مستحيل" تهزمها الإرادة القوية، "فالمستحيل كلمة اخترعها الإنسان ليبرّر عجزه".
الأردني سلامة، الذي يعرف على نطاق واسع في العالم بتحدّيه أعتى قمم جبال العالم لأهداف إنسانية، قرّر هذه المرّة، بحسب ما كشف، أن يتسلّق للوصول إلى قمّة جبل كليمنجاور، أعلى قمم إفريقيا، خلال الفترة ما بين السابع والخامس عشر من شهر فبراير/شباط المقبل، مضيفاً: "هذه المغامرة جديدة من نوعها، فالتحدّي يكون مضاعفاً في مواجهة الجبال والوصول للقمّة، ونجاحنا لا يتوقّف على القمّة المادية الملموسة، وإنّما يتعدّاها ليصل إلى القمّة المعنوية في التغلّب على العوائق مهما بلغت وإثبات أنّ الإرادة يمكنها أن تصنع المعجزات، متى آمن الإنسان بنفسه وهدفه".
كما عبّر عن سعادته في مرافقة شابين متحمسين لهذه الرحلة: "ستكون مغامرة مميّزة بالنسبة لي، تتشابه مع رحلاتي السابقة".
المثير في الرحلة أن مرافقي سلامة هما سهيل النشاش – رياضي كفيف (أول كفيف عربي يتسلق قمّة كليمنجارو)، وجرّاح الحوامدة، وهو شاب قاوم السرطان وانتصر إلا أنّه فقد إحدى ساقيه. وذلك في محاولة منهما للتأكيد على أنّ "البصيرة والإرادة يمكنها أن تتغلب على أي تحدٍّ جسديّ".
سهيل النشاش الرياضي، العدّاء المعروف بمساهماته في المجال الرياضي، قال لـ"العربي الجديد" إنّه فقد بصره وهو في عمر 13 عاماً نتيجة خطأ طبي، وكان قبل ذلك يرى بشكل طبيعي: "لم يكن الأمر سهلاً عليّ ومضت سنوات عدّة حتّى استطعت الاندماج مع المجمتع والحصول على الدعم النفسي والتأهيل والتمكين لكي أبرز ما أملك من مواهب؛ ثم أصبحت لديّ رغبة شديدة لإثبات وجودي في المجتمع وحمل رسالة للناس بأنّه مع الإرادة لا يوجد مستحيل، وبأنّه يمكنني القيام بكل ما أؤمن به رغم فقداني نعمة البصر".
خاض النشاش العديد من التجارب، فمارس العديد من الرياضات مثل السباحة، وألعاب القوى، وكرة الهدف، كما كان أوّل عربي كفيف يخوض رياضة الوثب العالي والطويل والثلاثي. بعدها توجّه إلى رياضة الماراثون وحصل على العديد من الجوائز المحلية والدولية، وكان أوّل عدّاء عربي كفيف يقطع مسافة 42 كلم في ماراثون كامل، وأوّل متسلّق عربي كفيف يتسلّق أعلى قمّة جبل في الأردن، جبل أم الدامي. إضافة لكونه أوّل كفيف يخوض تجارب الجري في الصحراء والغابة.
تعدّى إصرار النشاش ليصل القفز بالمظلة. وقد حصل على جائزة السوسنة السوداء كأفضل رياضي في الأردن لعام 2012. والآن يجهّز نفسه ليتأهّل إلى ألومبياد البرازيل، وهو لا يزل في عامه الـ30 فقط، ويعمل موظّفاً في شركة "زين" للاتصالات، ومدرّباً في مجالات التنمية البشرية والقيادة والمساواة.
أما جراح الحوامدة فهو شاب أصيب بمرض السرطان في عمر الـ15/ ولم يستجب حينها للعلاج فتقرّر بتر ساقه لإنقاذ حياته: "كان الأمر صعباً في البداية، ثم تقبّلته، لكنّني لم أقف ساكناً فاستعنت بساق اصطناعيه وصرت أمارس حياتي بشكل طبيعي بل وأكثر من ذلك، قرّرت تحدّي المرض وبدأت بممارسة النشاطات التي تصعب على الأشخاص العاديين ممارستها، كركوب الدراجات النارية وأصبحت عضواً في نادي "جوردن رايدرز"، ولم أكتفِ بذلك بل اصبحت أمارس السباحة وتسلّق الجبال والإنزالات الجبلية، بالإضافة الى مشاركتي متطوّعاً في مبادرات الجمعيات الخيرية لدعم كافة فئات المجتمع"، يقول الحوامدة