الله يا صاحب اللطف الخفي...بك نستعين و نكتفي...
لك نسمات لطف اذا هبت على مؤمن أسعدته.... ولك نفحات عطف إذا نالت أسير حزن أطلقتة..... ولك لطائف كرم إذا ضاقت الحيلة على عبد وسعته.. نسالك وانت اعلم...ان ترحم عبدك معاذ فقد ضاق من بطش العابثين الحاقدين المختلين ما ضاق....
لن اسهب في مديح شهيدنا البطل فهو فوق المديح مات واقفا شامخا شجاعا نسرا... وهم كالكلاب ملتفون حوله ينتضرون قطعة عظم لكي تلوكها اسنانهم القذره...من شاهد شموخه ورجولته لا يقول ان هذا شاب لم يبلغ الثلاثين.. ولم تنال الحياة منه لكي يشتد ساعده وتصقل رجولته .....
.من شاهد شموخه يقول ان هذا النسر لا يقبل الهوان والخنوع لغير الله.. .. حتى وان اصطفت طوابير الحمام والعصافير من حوله...فالنسر لا يقبل للحمام ان يطارحه هديلا ...فهم من تحت قدمه ينظرون ويراقبون وجوههم عليها كدره يخفيها لجام جبنهم .. وهو من فوق جباههم كاشف الراس قرير العين واثق الخطوه يسير و يبتسم ويقول..انا ذاهب الى رب رحيم.. وانتم الى جهنم وبئس الورد المورود....كان يهلل وهم يكفرون.. كان يكبر وهم صامتون فهم لا يعرفون ما معنى التكبير السليم ... كان يقول لهم حتى دمي شانشره خلف قضبانكم بعد ان تنالو من جسدي ولحمي.. ..لكي اكشف به زيف معتقدكم وفسق
نهجكم المنحرف الجبان... فديننا الاسلامي السمح لا يقبل بهذا العمل الجبان....
قد يقول قائل( وقبل ان ينفذ حكم الاعدام في الشهيد البطل) وبهذه الطريقة المقززه .. ان هذه الحرب ليست بحربنا وان اشراك الجيش الاردني فيها ليس من اولوياتنا ..ولكن الان وبعد ان كشف زيف معتقدهم الجبان... اقولها وليسمعها من يسمع من الجن والانس واهل الفتن.. واصحاب المعتقدات المنحرفه... ان كانت هذه الحرب ليست بحربنا قبل اعدام معاذ ..فهي الان لنا .. فدم البطل الشهيد هو دمنا..هو دمنا هو دمنا..ولن يذهب بعون الله هكذا....
اقول الى كل المتعاطفين مع هذا الفكر التكفيري الدخيل على ديننا الحنيف..اصحوا فهم بنهجهم هذا يخدمون اعداء الدين ...مرجعيتنا في ديننا هي كتاب والله وسنة النبي محمد صل الله عليه وسلم.. إن الإسلام يوجب معاملة الأسرى معاملة إنسانية ، تحفظ كرامتهم، وترعى حقوقهم ، وتصون إنسانيتهم ، ويعتبر القرآن الأسير من الفئات الضعيفة التي تستحق الشفقة والإحسان والرعاية ، مثل المسكين واليتيم في المجتمع . يقول تعالى في وصف الأبرار المرضيين من عباده ، المستحقين لدخول جنته ، والفوز بمرضاته ومثوبته ، "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً" (الانسان:8-10).
ويخاطب الله نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام في شأن أسرى بدر فيقول: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (الأنفال:70) فهو يأمره أن يخاطبهم بما يلين قلوبهم، ويجذبهم نحو الإسلام...فكيف بمن اسر من ابناء المسلمين عند من يدعون انهم مسلمين ويطبقون تعاليم الدين...
اختم مقالي واقول.. اولا...ان الرسائل التي حاولت داعش ايصالها اتت عليهم نارا ووبال..فمحاولتهم لخلق الفتنة بين ابناء الشعب الواحد... وخلق شرخ بين النظام والشعب واشعارنا بان الحكومة قد قصرت في التفاوض من اجل الاسير البطل.. قد باءت كلها بالفشل فالشعب واحد ومعاذ ابن الاردن الواحد...
ثانيا..بهمجيتهم هذه اثبتوا لنا ولكل العراقيين والسوريين ومن يدعون انهم مجاهدون.... ان امهم ساجده كما يدعون .. لم تكن حياتها تعنيهم لا من قريب ولا من بعيد.. وانهم بهذا العمل الوحشي قد حسروا الكثير من المتعاطفين .. ..حول العالم..
نعم...ما زال المصاب يدهشنا ولكن الرد بعون الله قادم.. فدمك يا اخي معاذ لن يذهب هكذا ..فشهادتك قد ابكت عيوننا وادمت قلوبنا جميعا..فنم قرير العين ولنا من بعدك حسن العزاء وانا لله وانا اليه راجعون.