اعلاميون : جريمة داعش الارهابي ناتجة عن إفلاس فكري ايدولوجي
المدينة نيوز:- قال اعلاميون ومتخصصون في شؤون الارهاب، ان الجريمة البشعة التي قام بها التنظيم الإرهابي تدل على افلاس فكري وديني وعقائدي الشيء الذي اصبح مكشوفا على المستوى الاعلامي الدولي والصورة التي يقدم بها هذا التنظيم هي ابعد ما تكون عن القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية.
واشاروا الى ان هذه الأفعال اللاإنسانية جعلت الكثيرين عبر العالم يتوحدون ضد هذه الهمجية والظلامية والتطرف ما جعل من التنظيم الارهابي عدوا للبشرية باكملها، مؤكدين على ان التعاطف الدولي مع الاردن هو رسالة كبيرة بان الاردن دولة سلام وتسامح واعتدال وانه قادر في الدفاع عن الاسلام والعروبة .
وزير الإعلام الأسبق الدكتور نبيل الشريف قال لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) انه ورغم الشعور بالصدمة جراء الجريمة النكراء التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي، إلا أنها جعلتنا في الاردن أكثر إصراراً من أي وقت مضى في مكافحة المتطرفين ، مؤكداً على أهمية المضي قدماً في تعزيز الجهود الدولية لإنهاء وجود هذا التنظيم المجرم الحاقد.
واضاف أن هذه الجريمة النكراء وحدت صفوف جميع الأردنيين وادت الى ايجاد رؤية عربية واسلامية بصفة عامة بأن وجود هذا التنظيم يشكل خطراً فادحا على الإسلام ومستقبل البشرية برمتها وان لا مجال الا لاجتثاثه باسرع وقت .
وقال ان ما تحدث به جلالة الملك عبدالله الثاني في كلمته المتلفزة عقب استشهاد النقيب الطيار البطل معاذ الكساسبة كانت بلسماً لجروح الأردنيين، وتأكيد جلالته أن الشهيد الكساسبة قدم روحه دفاعاً عن وطنه وأمته ودينه وانه شهيد شهيد الواجب والدفاع عن عقيدته.
واوضح ان الحرب التي نخوضها في مكافحة هذا التنظيم المتطرف هي حرب الدفاع عن الإسلام واعادة الصورة الحقيقة لسماحته الأمر الذي يجعل أي جهد لاجتثاث هذا التطرف هو جهد لإنقاذ صورة الدين .
وتابع الشريف حديثه " اننا بحاجة ماسة للمزيد من الوحدة والتماسك ورص الصفوف أكثر من أي وقت مضى"، مؤكداً أنه وفي ظل الظروف الحالية يجب أن لا نلتفت للأصوات التي تريد التصيد في الماء العكر، وعلينا الوقوف صفاً موحداً خلف القيادة الهاشمية الحكيمة، فالأردنيين وفي كل المراحل والظروف التي مرت بها المملكة كانوا يظهرون معدنهم الأصيل في مواجهة الشدائد والمحن التي تزيدهم قوة وصلابة.
الباحث المتخصص في شؤون الإرهاب الدكتور خلف الطاهات اكد أن تنظيم داعش الإرهابي أثبت بصورة قاطعة ولا تدع مجالاً للشك بأنه بعيدا كل البعد عن الإسلام والإنسانية، وبعيدا عن نهج الرسول عليه الصلاة والسلام , وكشف للرأي العام العالمي والعربي والإسلامي عن مستوى التطرف والإرهاب الذي وصل إليه وان هذا ناتج عن افلاس فكري وايدولوجي عميق .
وعلى المستوى الإعلامي أشار الطاهات الى أن صورة التنظيم الإرهابي باتت أكثر " بشاعةً " مما كانت عليه، عبر تكريسه للصورة التي يظهر عليها بأنه لا يحترم القيم الإنسانية أو الدينية أو الأخلاقية بصفة عامة، كما أن مردود هذه الأفعال اللاإنسانية لم يخدم سمعة التنظيم حتى بين الأوساط التي تقف موقف الحياد منه أو من تتعاطف معه، لينتقل التنظيم من مستوى سيء الى مستوى أسوأ مما كان عليه .
وأضاف أن ما قام به هذا التنظيم الإرهابي من جريمة بشعة ونكراء بحق الشهيد الطيار البطل معاذ الكساسبة وما قام بنشره عبر جميع الوسائل الإعلامية، قد حسم ان الحرب عليه لا مجال الا بتشديدها وتسريع وتيرتها وعملياتها , مؤكدا أن هذه الحرب هي حربنا ، والأمر الذي يستدعي دعم القيادة السياسية الأردنية في حربها على الإرهاب.
وأوضح الطاهات وهو أستاذ في قسم الصحافة في كلية الإعلام بجامعة اليرموك أن مسألة مكافحة الإرهاب باتت تشكل أولوية في غاية الأهمية على الأجندة الدولية وليس على الأجندة الأردنية فحسب، وان حجم التعاطف والتفاعل من قبل المحافل الاقليمية والدولية مع الدولة الأردنية أكد أن الأردن هو من الدول المحورية والهامة في الحرب على الإرهاب.
الصحفي والكاتب السياسي ماهر ابو طير اكد ان الغضب والتأثر الكبير الذي اصاب الاردنيين بهذه الفاجعة وحد صفهم وجمع كلمتهم على هدف واحد , مشيرا الى خطاب الملك الذي حمل في طياته تعزية نفسه وكل الاردنيين بهذا المصاب وان الوقت يحين بشكل جدي الى الثبات ورص الصفوف للوقوف بشكل حازم امام التحديات التي تحيط بنا , وما يحتاج ذلك من روح الصبر والعزيمة ورفع المعنويات .
واشار الى ان تاريخ الاردن في تقديم الشهداء في الدفاع عن قضايا الامة العربية والاسلامية هو تاريخ حافل وان ثبات الاردن في مواجهة التحديات والاخطار التي تحيط به معروفة خاصة تواجدنا في ساحة مليئة بالصراعات ويحيطنا بيئة خصبة للجماعات التكفيرية الارهابية التي تمارس ضلالتها باسم الدين , مؤكدا على اهمية استنهاض الروح الوطنية في مثل هذه الظروف والتفكير بعمق بالاخطار التي تعم المنطقة ما يحتاج صلابة وثبات واستقرار في مواجهتها .
استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاردنية الدكتور حسن المومني اكد على عمق الرسالة التي اوصلها جلالة الملك عبدالله الثاني , والتي حملت في طياتها العزاء اسمى معاني الثبات لكل اردني وبث روح العزيمة والصبر وان نكون يدا واحدة وان نتوحد حول الهدف الرئيسي للمضي قدما وهو الحفاظ على استقرار وسلامة الاردن .
واضاف ان بث العزيمة القوية أمر مستحسن في هذا المصاب الذي الم بنا لكنه وحد صفنا وزاد من تماسكنا , حيث شعر كل بيت في الاردن بالم اهل معاذ الكساسبة , مؤكدا ان معاذ شهيد من كوكبة شهداء قدموا وضحوا بانفسهم عبر مسيرة الاردن .
وقال " في الازمات يسود الخطاب الذي يحث على العزيمة وشحن الهمم وقد كان الغضب والحزن من حرق الشهيد بهذه الوحشية ونسبها الى الاسلام هو بمثابة اساءة لصورة هذا الدين والاردن كان قد برز دوره منذ السابق في الدفاع عن الاسلام ولا زال مستمرا وسيستمر بالعزيمة التي منحنا اياها القائد حفظه الله ".
(بترا)