الأمير تشارلز للملك عبدالله : استشهاد معاذ يوحدنا بشكل أقوى
المدينة نيوز :-استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الأحد، سمو الأمير تشارلز، أمير ويلز، الذي يقوم بزيارة عمل للمملكة، ضمن جولة له في المنطقة.
وأعرب جلالته والأمير تشارلز، خلال لقاء ثنائي جرى في قصر الحسينية، وحضره سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية، والمبعوث الشخصي لجلالته، عن اعتزازهما بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه علاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجية بين الأردن والمملكة المتحدة، ومتانتها في مختلف المجالات.
وتم التأكيد على الاهتمام المشترك بتوطيد العلاقات بين الأردن ومؤسسة تشارلز الخيرية، وبما يحقق المصالح المشتركة ويوسع مجالات التعاون.
وخلال لقاء موسع، حضره كبار المسؤولين والوفد المرافق للضيف، جرى استعراض مجمل تطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصا الجهود المبذولة لمكافحة خطر الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، التي تهدد الأمن والسلم العالميين.
وأكد جلالته، في هذا السياق، بأن المنطقة وشعوبها تقود حرباً ضد التنظيمات الإرهابية، بهدف حماية الدين الإسلامي الحنيف والقيم والمبادىء الإنسانية، ما يتطلب تكثيف جهود جميع الأطراف الإقليمية والدولية في سبيل ذلك.
من جانبه، أعرب الأمير تشارلز عن تعازيه ومواساته لجلالة الملك والشعب الأردني باستشهاد الطيار البطل معاذ الكساسبة، شهيد الوطن ورسالة السلام والإنسانية.
وأكد وقوف بلاده إلى جانب الأردن في هذه الظروف، ودعمه ومساندته لجهود المملكة في التصدي لخطر الإرهاب.
كما جرى، خلال اللقاء، بحث مساعي تحقيق السلام في المنطقة، ومستجدات الوضع على الساحة السورية، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية التي تهم الجانبين.
وفيما يتعلق بأزمة اللجوء السوري، استعرض جلالة الملك الجهود الكبيرة التي يبذلها الأردن في التعامل مع هذه الأزمة، وما تقدمه المملكة من خدمات إنسانية وإغاثية للاجئين السوريين بشكل يفوق إمكاناتها ومواردها المحدودة، ما يتطلب تكثيف المجتمع الدولي لدعمه للأردن وقدراته في هذا المجال.
وثمن جلالته الدعم الذي تقدمه بريطانيا والمشاريع التي تنفذها مؤسسة تشارلز الخيرية في سبيل تمكين المملكة من الاستمرار في تقديم الخدمات للاجئين السوريين.
من جهته، أعرب الأمير تشارلز عن تقديره للدور الكبير الذي يبذله الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، في التعامل مع التحديات التي تواجهها المنطقة، وما يقدمه من خدمات للاجئين السوريين على أراضيه.
وحضر اللقاء: سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، والوفد المرافق للضيف، والسفيران الأردني في لندن والبريطاني في عمان.
يشار إلى أن عددا من المؤسسات الأردنية ترتبط مع مؤسسة تشارلز الخيرية بمذكرات تفاهم، بما يمثل مظلة لتبادل الخبرات والمعرفة، وتنفيذ عدد من مشاريع القيادة وريادة الأعمال لدى الشباب.
وحضر جلالة الملك وسمو الأمير تشارلز، بعد المباحثات، جانبا من اجتماع ضم عدداً من كبار القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية في العالم، تم خلاله التأكيد على أهمية الحوار بين الديانات في ترسيخ القواسم المشتركة وقيم التسامح والتآخي بين مختلف الأديان والشعوب.
كما شدد المشاركون، في الاجتماع، على أهمية الدفاع عن الصورة السمحة للدين الإسلامي، وحمايته من تنظيم داعش الإرهابي، "خوارج هذا العصر"، الذين يشوهون الدين بتصرفاتهم وأفعالهم الهمجية اللاإنسانية، والتي لا تمت إلى الإسلام بصلة، جملة وتفصيلاً.
وأكد جلالته، خلال الاجتماع، أهمية مواجهة التحديات التي تعترض سبل تحقيق الأمن والسلام في المنطقة، من خلال تكثيف التعاون والعمل بين مختلف أتباع الأديان لمواجهة خطر الإرهاب.
وشدد جلالته على أن حادثة استشهاد الطيار البطل معاذ الكساسبة "توحدنا بشكل أقوى، لأن الحرب التي نشنها تهدف لحماية ديننا، وقيمنا ومبادئنا الإنسانية".
بدوره، قال الأمير تشارلز "لطالما قدرت الجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك والأردن لإيجاد طرق عملية ليكون التراحم والتعاطف والمحبة الأساس في التعامل بين أتباع الأديان".
وأضاف "أود أن أعبر أيضاً عن تقديري للشعب الأردني، الذي وفروا ملجأً آمناً للهاربين من العنف والاضطهاد، الأمر الذي منحهم أملاً بالمستقبل. كما أن لقاء اليوم يثبت للعالم بأن القيم المشتركة بيننا هي أعظم بكثير من الفوارق".
وكان قد جرت مراسم استقبال لسمو الأمير تشارلز، لدى وصوله قصر الحسينية، حيث كان في الاستقبال جلالة الملك عبدالله الثاني، وحيت الضيف ثلة من حرس الشرف.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية، (بترا)، قالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية جوستن جريننج، إن المملكة المتحدة تساند الأردن في هذه الظروف الصعبة، وتعلن عن تقديم 100 مليون جنيه استرليني إضافية دعما للدول المستضيفة للاجئين السوريين، ومن بينها الأردن، لتمكينها من القيام بواجباتها لتوفير بيئة آمنة لهم.
واضافت ان هذه المساعدات تأتي أيضا لدعم الحكومة الأردنية والبلديات والمجتمعات المحلية على تحمل أعباء استضافة اللاجئين السوريين، بما فيها الخدمات الصحية والبلدية والتعليمية.
من جهته، قال السفير الأردني في لندن مازن الحمود، في تصريح لـ (بترا)، إن زيارة سمو الأمير تشارلز للأردن هي الثانية خلال سنتين، ما يدل على عمق العلاقات بين البلدين، وما تمثله من دعم معنوي واقتصادي للمملكة، خصوصا وأن بريطانيا أعلنت عن تخصيص 100 مليون جنيه استرليني لدعم الدول المستضيفة للاجئين السوريين ومن ضمنها الأردن.
واضاف ان العلاقة بين المؤسسات الخيرية الأردنية وتلك التابعة لمؤسسة الأمير تشارلز الخيرية ستتعزز خلال هذا الزيارة عبر توقيع مذكرة تفاهم بينها.