معاذ الكساسبة ... أكد وحدة الاردنيين
لم يعد يخفى على أحد في الوجود الحالة الفريدة التي عاشها الأردن والأردنيون لأيام خلت، والتي أعقبت الحادثة الشنيعة والفاجعة العظيمة، بحرق الشاب المؤمن المهذب (معاذ الكساسبة)رحمه الله وطيب ثراه،هذه الحادثة التي خيبت آمال فاعليها، وقلبت طاولة السوء على رؤوس مقترفيها، هذه الحادثة التي أعلنت تأكيدا لنموذج وحدة حقيقية وفاعلة بين أطياف الشعب الأردني على مختلف طوائفه(عقيدة ولونا ونسبا وأصولا)بل تعدت ذلك إلى كل من هو على الأرض الأردنية (من عرب وغير عرب، من مسلمين وغير مسلمين)،توحدت المشاعر والأحاسيس والأذواق،توحدت الآراء والرؤية والأهداف.
أصبح الوطن(الأردن) وطنا لكل ساكنيه، وأصبح الشعب،كل من هو على ثرى الأردن الطهور،وأظهر الله قيادة فذة وشجاعة،عانقت الشعب على كل ذرة من ترابه الطهور. هذه الوحدة الحقيقية، هذا الوطن الواحد، هذا الثرى الطهور، وهذه اللحمة الحقيقية،والتي كانت على مرأى من العالم أجمع،سرَ بها الصديق، وأغاضت الأعداء الحاقدين المتربصين، دعاؤنا إلى الله أن تكتمل وتدوم،وتتطور لإيجاب أقوى. وإنني إذ أتوجه لأصحاب القرار في وطننا الغالي، وعلى رأسهم صاحب القرار (حضرة صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه)،صاحب القلب الكبير والصدر الواسع،ليحذونا الأمل بإكتمال وحدة الأردنيين جميعا،في وطنهم الكبير الواحد،(شعب واحد ووطن واحد،وولاء واحد، وانتماء قوي واحد)(وقيادة هاشمية واحدة) بإعلان يوم الولاء والإنتماء للوطن الواحد والقيادة الواحدة،وذلك بفتح باب الحوار والتوبة والعفو مع أصحاب الآراء المخالفة(ممن تم تغريرهم والضحك عليهم)ممن هم طلقاء داخل الوطن وخارجه،وممن هم في السجون، لهؤلاء جميعا،وذلك أمام البرهان الواضح،والذي ينطبق عليه المثل القائل(قطعت جهيزة قول كل خطيب)،فقد انجلى الموقف،وظهر الزيف،وخاب المزاودون والمغرورون،والمغرر بهم باسم الدين.(بعد هذا الحدث الجلل)، نقول وندعو لفتح باب الحوار مع كل المخالفين لمدة شهر واحد،لبيان الحق،وإعلان التوبة والمعذرة،والندم على مافات، (والتائب من الذنب كمن لاذنب له)،والعودة الى الحضن الدافيء (الوطن)،معززين مكرمين،آمنين مطمئنين،مع أهلهم وابناء وطنهم الغالي العزيز، على قلوبنا جميعا، وبهذا تكتمل الفرحة،بوحدة كاملة للجميع،وطرد لكل خبث،ومكروه، وزوال لغثاء السيل، وصفاء للمعتقد والدين والفكر والرأي. هذا كله بانتظار مكرمة هاشمية كبيرة،تضيء القناديل، وتضع نورا على صحائف القلوب، لامدادا على ورق، وهذا ليس بغريب ولا ببعيد عن الهاشميين وتاريخهم المديد من لدن جدهم المصطفى عليه السلام،بعناوين واضحة(اذهبوا فأنتم الطلقاء،وعفوه عليه السلام عن وحشي قاتل حمزة سيد الشهداء،وعفوه عن عكرمة بن أبي جهل،وهؤلاء جميعا عادوا وتابوا،وكانو بحق شهداء اليرموك والقادسية،)وكذلك الحسين الأول طيب الله ثراه،فقد عفا عمن تآمرو عليه وأعلى من مكانتهم،ومكن لهم، والمدد يدوم ويستمر بأبي الحسين حفظه الله ورعاه. واعلم ياصاحب الجلالة،أنكم كبير،والله لايضيع أجر المحسنين،وقول جدكم محمد عليه السلام،(هم القوم لايشقى بهم جليسهم) حفظ الله الأردن قويا عزيزا منيعا،بشعبه وقيادته الهاشمية المباركة،ورد الله كيد الكائدين إلى نحورهم، (((والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين))))