المجاهدة الاشرفية في ليبرتي جبل من نار
اثناء جمعي المعلومات التي اوردتها في كتابي الصادر منتصف العقد الماضي بعنوان ( المرأة الايرانية والبحث عن سواحل الحرية ) حكت لي المجاهدات اللواتي استوطن مدينة اشرف ما يشيب له الولدان من حكايا التعذيب التي كن يتعرضن لها على ايدي ازلام النظام الفاشي والانتهاكات اللتي كن يصبرن عليها بانتظارالفرج وكيف انهن كن متيقنات ان يوم الخلاص لابد قادم ، والرحلات الاسطورية التي قمن بها وصولا الى سواحل الحرية في اشرف ، وقد دونت اسماء بعضهن ليخلدهن تاريخ ايران ويكتبها في سماوات المجد ،فمن ام تعذب امام وليدها او زوجها او امها وابيها ،ومن رفيقة سجينة يؤتى بها من قاعات العذاب وقد فقدت وعيها ،ومن نزيلات اصبن بامراض تتعلق بالضرب على الاقدام فتصيب الكلى بالعطل ما يولد الاما شديدة مبرحة مع فقدان العلاج ، ومن حرمانات متنوعة من الغذاء والدواء وحتى الماء ، كنت ابكي وانا اسمع حكاياتهن وقصصهن وعذاباتهن ،فبعضهن لم يتمكن من الافلات والوصول الى اشرف، لكن رفيقاتهن يتذكرنهن ويعرف حكايا صمودهن ، ،وحين كانت الاخوات العراقيات يقرأن صفحات من الكتاب كن يبكين ايضا ،كنت اقول لهن اجعلن هذه الدموع حاجزا بينكن وبين ان تصدقن اسلام ملالي طهران عديمي الرحمة والانسانية ، لكني سمعت مرة احدى العراقيات في اشرف تقول لي نعم ان معاناتهن تدمي القلب ،انما اتدري لقد كتبن بحروف من ذهب فخارهن وفوزهن وخلدن امجادهن ،فهن ذوات المجاهدات اللواتي حاربن على الجبهة العراقية الايرانية ،وقدن الدبابات ليدكن مشارف كرمانشاه ويرسمن خارطة جديدة لجغرافيا جبهة الحرب ويهزمن قوات الملالي والبسيج الذين كان يتبجح بهم خميني ويقول انهم حراس الثورة ، وهن اليوم يواصلن كتابة هذه الامجاد في ليبرتي على رغم كل الحصارات التي يفرضها عليهن مرتزقة خامنئي وعملاؤه والحرمانات التي لا تعني الا ممارسة القتل غير المباشر والقتل عبر وسائل غير منظورة كالحصار الطبي ،ومع ذلك فكل واحدة منهن تقف كالطود الشامخ ليجتمعن جبلا من نار يسخر بكل حصارات الطاغوت والعملاء والمرتزقه ،وهن في كل احاديثي معهن كن يؤكدن انهن على طريق الانتصار الحتمي تحت جناح قيادتهن الباسلة التي ادارت صراع القرن التاريخي مع النظام الايراني وهي ماضية فيه بلا تردد ولا تراجع حتى النصر ،اما نباح المتساقطين الذين يسمون انفسهم المنشقين فالعالم كه يعرف من هم ولماذا غادروا سوح النضال ومن يدفعهم الان الى كتابة رسائل مزيفة اخرها تلك الرسالة التي كتبها الساقط نجاد وخدابنده ومن لف لفهم ممن جندتهم بالترغيب والترهيب مخابرات الملالي واستغلت ضعف نفوسهم وانقطاع قدرتهم على المواصلة فاستبدلوا المجد العالي بالانحدار الواطي الى الرئيس الفرنسي هولاند،وردا على هؤلاء كنت اود ان اوجه له رسالتي واكشف له زيف ما ادعوا في رسالة له انهم انما يشاركون الشعب الفرنسي مصيبته واصحاب الكلمة فاجعتهم ،ليحرضوه على قادة الكفاح الايراني ومجاهدي ومجاهدات اشرف وليبرتي في العراق ، وان اذكر له مقاطع من كلمة المجاهدة مريم رجوي التي ادانت فيها الجريمة وعزت ذوي الضحايا وعموم الشعب الفرنسي ، لكنني اثرت ان اوجه رسالتي الى المجاهدات المقيمات على العهد اليوم في ليبرتي لاشد على ايديهن تعاطفا وتازرا وتاييدا ونصرة ،وفخرا بهن لانهن يضربن الامثال الماجدة لشعوبهن ولشعبي العراقي الذي يقمن بين ظهرانيه اليوم،وهن يتذكرن حين قصف المحتلون اشرف عام 2003 كيف فتحت جاراتهن العراقيات وعوائلهن ابواب بيوتهن ومضايف عشائرهن لهن فعشن معهم كافراد عوائلهم ،تحية لكن ايتها الاخوات المجاهدات وان النصر في النهاية لكن ولاخوتكن المجاهدين ومن صبر ظفر وان غدا لناظره قريب .