هل «يُزْهِر» ربيع أوجلان.. المُنْتَظْر؟

تم نشره الإثنين 02nd آذار / مارس 2015 01:49 صباحاً
هل «يُزْهِر» ربيع أوجلان.. المُنْتَظْر؟
محمد خروب

قد لا تكون دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني PKK عبدالله اوجلان، سجين جزيرة ايمرالي، منذ ستة عشر عاماً تماماً، انصاره الى اتخاذ قرار تاريخي بـ (إلقاء) السلاح، مفاجئة او صادمة، بقدر ما تثيره من اسئلة عن مغزى التوقيت الذي اختاره الزعيم «التاريخي» لهذا الحزب، الذي استطاع ان يفرض نفسه على المشهد التركي طوال ثلاثة عقود ونيف، وان يغيّر في جدول اعمال الحكومات التركية المتعاقبة حتى تلك التي جاءت بعد انقلابات عسكرية وتصدرها جنرالات واتاتوركيون متشددون، لم ينظروا الى «الكرد» سوى انهم اتراك «الجبل»، فيما قدّموا على الدوام العنصر الطوراني على غيره من فسيفساء الشعب التركي، وهؤلاء (الطورانيون) لا يشكلون اغلبية ساحقة في مجملهم بل هم اغلبية متواضعة نسبياً، اذا لم نُسقط من حساباتنا الكرد والعلويين والأرمن وباقي القوميات والاثنيات التي استقرت في تركيا بعد قيام الجمهورية في مثل هذه الايام من العام 1923 والتي واصلت حمل اسم الجمهورية التركية، حتى بعد وصول حزب العدالة والتنمية (الاسلاموي الخطاب والايديولوجيا) الى الحكم، قبل عقد ونيف وبروز ممثل العثمانيين الجدد رجب طيب اردوغان على رأسها بعد ان حكمها كرئيس للوزراء (كامل الصلاحيات) لثلاث دورات متتالية، محاولاً الآن تغيير نظام الحكم كيف يصبح رئاسياً، في انقلاب واضح على النظام الذي ارساه اتاتورك، ولكن محمولاً هذه المرة على طموحات شخصية تَغْرِف من «صحن» جنون العظمة، الذي تجرعه اردوغان حتى الثمالة..
ما علينا..
اوجلان يدعو حزبه، وبخاصة الجناح العسكري فيه (وهو الجناح الاكثر تأثيراً ونفوذاً وتشدداً) الى عقد مؤتمر في الربيع المقبل (بعد شهر من الآن)، للبحث في نزع سلاح الجزب لأننا (والقول لأوجلان) نقترب من تسوية لهذا النزاع، ما يستدعي اتخاذ قرار استراتيجي وتاريخي لنزع السلاح واصفاً دعوته بالتاريخية.. «لاستبدال المعركة المسلحة... بالسياسة»..
هكذا قرأ أحد نواب حزب الشعوب الديمقراطية رسالة زعيمهم «التاريخي» بحضور نائب رئيس الحكومة التركية آق دوغان، ما لفت نظر وسائل الاعلام التركية والعالمية، الى انها المرة الاولى التي يقيم فيها الحديث.. وعلى الهواء مباشرة.. لمسألة كردية خالصة، ما آثار فضول الكثيرين وتساؤلاتهم حول وجود «صفقة» تبلورت او في طريقها الى التبلور، رغم التوتر الذي شاب علاقات حكومة احمد داود اوغلو باكراد تركيا في شهر تشرين اول الماضي عندما اندلعت مظاهرات كردية واسعة احتجاجاً على موقف الحكومة التركية الرافض لعبور اكراد اتراك لدعم اخوانهم في مدينة عين العرب/ كوباني السورية، التي كانت تتعرض لاجتياح عنيف من قبل قوات داعش الارهابية، وبدا واضحاً ان انقرة «ترحب» بسقوطها وتريد كسر شوكة قوات الحماية الشعبية الكردية «PYD» السورية التي ما تزال تسعى الى اقامة حكم ذاتي في مناطق غرب كردستان (كما يُطلق اكراد سوريا على تلك المناطق) ما أدى الى سقوط اعداد من القتلى والجرحى، واستمرت انقرة على موقفها الرافض لعبور هؤلاء، الذين تعتبرهم عناصر مسلحة في الـPKK واضطرت في النهاية الى السماح لعدد محدد من البشمركة الكردية (العراقية) الى «كوباني»، في محاولة منها «لإفادة» حليفها زعيم اقليم كردستان مسعود برزاني، الذي ينازع اوجلان على زعامة اكراد تركيا (وسوريا ايضاً).
ظن كثيرون أن سقوط كوباني سينسف المحادثات او ارهاصات اتفاق «السلام» الذي قيل ان التوقيع عليه قد تم بين اوجلان وحقان فيدان، الرجل القوي في المشهد التركي الجديد، ورئيس جهاز المخابرات التركية «السابق» الذي استقال مؤخراً لخوض الانتخابات البرلمانية التي ستجري في السابع من حزيران القريب، لكن اوجلان نفسه دعا انصاره الى التزام الهدوء وعدم توتير الاوضاع، رغم ان تصريحات نُقِلت على لسانه جاء فيها: ان سقوط كوباني في يد داعش، سيكون خطراً على احتمالات السلام بين حكومة انقرة وحزب العمال الكردستاني.
من السابق لاوانه التكهن بامكانية استجابة مقاتلي الحزب وقيادتهم في جبال قنديل العراقية (الكردية) لدعوة اوجلان القاء السلاح واستبداله بالعمل السياسي، رغم ان دعوة اوجلان هذه جاءت بعد لقاء وفد من كرد تركيا (حزب الشعوب الديمقراطية) مع هؤلاء في جبال قنديل، قبل عقد المؤتمر الصحفي الذي جاءت في خلاله دعوة اوجلان لعقد مؤتمر الربيع واتخاذ قرار «تاريخي» واستراتيجي بالقاء السلاح، وايضا رغم تصريحات زعيم اكراد تركيا «السياسي» صلاح الدين ديمرطاش وترحيبه بدعوة اوجلان وقوله: «.. اليوم تم عبور مرحلة مهمة في احلال الديمقراطية في تركيا وتوسيع الحريات وقيام سلام دائم».
هل يُزْهِر «ربيع» اوجلان.. ويفي اردوغان بتعهداته؟ ام ان «كل» المطلوب من كرد تركيا توفير اغلبية الثلثين اللازمة لتعديل الدستور وتحويل النظام البرلماني الحالي الى نظام رئاسي، كي يبقى السلطان رجب ممسكاً بالقرار التركي حتى عام الاحتفال بـ(مئوية) جمهورية اتارتورك في العام 2023؟
... الاسابيع القريبة.. ستروي، ما يستوجب الانتظار الذي لن يطول على اي حال.

(الرأي 2015-03-02)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات