نسب النجاح في انجليزي التوجيهي كارثية !
المدينة نيوز :- نتائج الثانوية العامة تمر في كل دورة وفي كل عام مخلفة العديد من التساؤلات والتحليلات المهنية التي يجب علينا التوقف عندها وطرح الحلول لها بعد تشخيص الاخطاء وما ينجم عنها.
ومن هذه النتائج التي نحتاج للتوقف عندها هي نتائج امتحان اللغة الانجليزية الذي يقف عائقا امام الطلبة ومستقبلهم ومن ثم تحول معلمي هذا التخصص الى تجار لتدريس هذا التخصص بارقام خيالية في كل عام.
هذه التجارة دفعت بغالبية معلمي اللغة الانجليزية الى البحث عن تدريس هذه المادة من خلال علاقات عامة او اعلان عام عبر وسائل الاعلام المختلفة او استدراج طلبته في المدارس الحكومية الى دروس تقوية بعد الظهر في احد المراكز الثقافية او في منازل الطلبة.
الاهتمام بتدريس اللغة الانجليزية ياتي مساعدة لطلبتنا في دخول البوابة العالمية والثقافة العامة واهم من ذلك ان غالبية الوظائف الخاصة والحكومية يشترط صاحب العمل ووفق متطلبات عمله اتقان اللغة الانجليزية حتى لو كان لا يحمل الشهادة الثانوية العامة.
اللغة الانجليزية ليست اهتمام اولياء الامور والطلبة والوزارة وسوق العمل بل كانت محط اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله عندما اصدر توجيهاته بان يتم تدريس الانجليزي من الصف الاول وذلك في عام 2001.
النتائج التي تعرض سنويا تثير الشفقة في بعض الفروع ومنها على سبيل المثال نتائج "التوجيهي" للدورة الشتوية والتي تظهر ان 48 الف طالب وطالبة قد اخفقوا في اجتياز اللغة الانجليزية من اصل عدد الطلبة الذين تقدموا للامتحان والبالغ عددهم 91 الف و118 طالبا وطالبة.
المثير للجدل في هذه النتائج ان 13 الف و617 طالبا قد اخفقوا في الفرع الادبي وبنسبة نجاح لم تتجاوز ال 18% الامور لم تقف عند الادبي بل تعدتها الى الفرع الفندقي حيث اطاح الرسوب في هذا الفرع ب592 طالبا من اصل 726طالبا وبنسبة نجاح 18% بينما كانت الكارثة في نتائج الفرع الزراعي والتي لم تصل الى 16% حيث اخفق 731 طالبا من اصل 870 طالبا اضافة للفرع الشرعي وبنفس النسبة وهي 16% .
هذه النتائج ليست بالغريبة خلال هذه الدورة بل تجري في كل دورة امتحانية وفي كل عام حيث تشير النتائج ان هناك انحدار سنوي كبير في نسب النجاح لهذه المادة.
التساؤل المشروع حول هذه النتائج هو اين سيذهب المخفقون في هذه المادة وكيف سيجتاز طلبة الفرع الفندقي والذي ينتظرهم سوق العمل بفارغ الصبر .......؟
احد خبراء اللغة الانجليزية وهو معلم ل27 عاما في تدريس اللغة الانجليزية ويقطن احدى قرى عجلون قال ان تراجع التدريس في هذه المادة يعود لسببين وهما المعلم والمشرف من جانب والمنهاج من جانب اخر موضحا بان تدريس اللغة الانجليزية تحول من واجب وطني الى تجارة وثراء فاحش.
واضاف هذا الخبير الذي قارب على التقاعد ان غالبية المشرفين هم اصحاب مراكز ثقافية او مستشارين وخبراء تدريس في المدارس الخاصة او في هذه المراكز وتركوا المراقبة على تعليم هذه المادة للمعلمين انفسهم ودخلوا في تجارة البزنس لتدريس هذه المادة بالاتفاق مع معلمي هذه المادة وهذا ما دفع جميع طلبة التوجيهي دون استثناء للالتحاق بدراستها على حسابهم الخاص.
توجه الوزارة الحالي لعمل امتحانات مدرسية ومركزية من السابع لغاية التوجيهي ستكشف عن حجم الكارثة التعليمية في تدريس الانجليزي وهذه اثارت حفيظة المعلمين والمشرفين الذين لا يرغبون في كشف الفضائح التي بينتها شفافية ونتائج التوجهي الاخيرة.
ولا يمكن ان يبقى معلمي ومشرفي هذه المادة دون حساب او عقاب لا سيما ان بعض معلمي هذه المادة ومشرفوها يعملون في اعمال خاصة ومنهم سائق تكسي عمومي وباصات النقل الخصوصي ومنهم من لديه محلات ومصالح تجارية فضلوها على الاهتمام بتدريس الطلبة ومتابعتهم ووضع الخطط التعليمية الناجعة للنهوض برفع نسب النجاح لهذه المادة او اللجوء لدروس اضافية بعد انتهاء الدوام الرسمي.
ما يثبت ان القصور من المعلمين هو ان احدى المدارس الثانوية في جبل الحسين للاناث وهي مدرسة سكينة الثانوية للبنات قد لجات الى تدريس الطالبات الضعاف بعد انتهاء الدوام وبمعدل حصة واحدة يوميا بل كانت المعلمات يحضرن ايام السبت للمراجعة والدراسة مع الطالبات والتي تحولت هذه المدرسة الى انموذج للتميز عبر السنين الماضية وهذا ما يدلل على ان المعلم المنتمي لرسالة التعليم وللقسم الذي تعهد من خلاله باداء رسالته يمكنه النهوض بنسب النجاح والتفاخر بطلبته وادائه وانتماءه لهذه المهنة.
في الوقت الذي اولى فيه جلالة الملك عبدالله الثاني للاهتمام بتدريس هذه المادة منذ بداية استلامه الحكم والايعاز بتدريس هذه المادة من الصف الاول الا ان النتائج تكشف عن كارثة من الاخفاقات وان الغالبية العظمى للمدارس التي لم ينجح منها احد كان بسبب اخفاقهم في مادة الانجليزي.
لا يمكن السكوت عن هذه النتائج المنخفضة جدا بحسب احد خبراء التقييم والذي قال هذه النسب المنخفضة جدا هي مؤشر خطير يكشف عن خلل تتحمله كافة الجهات القائمة على التعليم موضحا بانه يجب اعادة النظر جذريا بتدريس هذه المادة ومعرفة اركان الخلل فيها ومعالجتها لنصل الى نسبة نجاح ومقياس عالمي لا يقل عن 65%.
جدية الوزارة في تقييم نتائج الطلبة مدرسيا من السابع الى التوجيهي يجب ان يقابله جدية من قبل نقابة المعلمين التي اكتفت بطرح هذه التوجه للتصويت والمناكفة عوضا عن طرح برامج وحلول ومساهمات وجوائز تحفيزية وتقديرية للمعلمين وتفعيل المحاسبة للمعلمين المخفقين من اجل النهوض معا في ان تكون نسبة النجاح في اللغة الانجليزية هي اعلى نسبة من بين المواد الاخرى.
امال وطموح الاردنيين والمعلمين في رفع ثقتهم بالتعليم ستكون قوية في حال تم تحسين ورفع نسب النجاح في مادة الانجليزي والتي ستحصن ابنائنا الطلبة في مواجهة التقدم التكنولوجي وتخريج طلبة قادرين على الدخول في سوق العمل والجامعات بقوة وثقة تمكن هذا الجيل من مواجهة التحديات المستقبلية لسوق العمل الذي يشترط خلفية جيدة في الانجليزي والقضاء على المتاجرين بها ومحاسبتهم من خلال مراقبة ومحاسبة معلمي ومشرفي هذه المادة.