الملك يلتقي عددا من المسؤولين الأوروبيين في ستراسبورغ
المدينة نيوز :- التقى جلالة الملك عبدالله الثاني، في مدينة ستراسبورغ الفرنسية الثلاثاء، رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، وممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني حيث تم بحث علاقات الشراكة الأردنية مع الاتحاد وسبل تطويرها، إضافة إلى مستجدات الأوضاع على الساحتين العربية والإقليمية، خصوصا جهود الحرب على الإرهاب.
وخلال زيارة جلالته لمبنى البرلمان الأوروبي، ولقائه رئيس البرلمان مارتن شولتز، تم استعرض العلاقات الأردنية الأوروبية وسبل تعميقها والبناء عليها، ومجمل القضايا الراهنة في الشرق الأوسط.
وتم، خلال اللقاء، الذي حضره رئيسا مجلسي الأعيان الدكتور عبدالرؤوف الروابدة والنواب المهندس عاطف الطراونة، التأكيد على أهمية زيادة التعاون بين الأردن ودول الاتحاد الأوروبي، خصوصا فيما يتصل بالمجالات البرلمانية والتشريعية، لافتاً جلالته إلى أهمية الدور الذي تلعبه البرلمانات في تقريب وجهات النظر بين الدول وتعزيز الحوار وفتح قنوات التنسيق والتعاون في مختلف القضايا وفقاً لـ"بترا".
وأكد جلالته أن الأردن، ورغم الظروف والتحديات الصعبة التي تواجهها المنطقة، ملتزم في المضي بمسيرة الإصلاح الشامل، التي يتبناها بتدرج وتوازن وثبات في سبيل تعزيز الديمقراطية والمشاركة الشعبية في صنع القرار.
وجرى، خلال اللقاء، تناول آخر المستجدات على القضايا الإقليمية والدولية، خصوصا الجهود المبذولة لمكافحة خطر التطرف والتصدي للتنظيمات الإرهابية، وتطورات الأوضاع على الساحة السورية ومجمل الوضع في ليبيا، وجهود تحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
بدوره، رحب رئيس البرلمان الأوروبي بزيارة جلالة الملك إلى مقر البرلمان، مثمنا الرؤية الحكيمة لجلالته في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط ودعم مساعي إيجاد حلول لها.
وفي لقاء مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، وممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، بحث جلالته عددا من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة.
كما تم تناول آفاق توسيع التعاون بين الأردن والاتحاد الأوروبي، في ضوء علاقات الشراكة الاستراتيجية والوضع المتقدم للمملكة مع الاتحاد، والحرص على الاستمرار في تعزيزها والبناء عليها وصولا إلى تحقيق التكامل في العديد من القطاعات، خصوصا الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وثمن جلالته، في هذا المجال، دعم الاتحاد الأوروبي للأردن ومؤسساته ومسيرته التنموية، وبما يمكنه من التعامل مع مختلف التحديات التي تفرضها الأزمات الإقليمية، لا سيما أزمة اللجوء السوري.
وجرى، خلال اللقاء، استعراض مجمل الأوضاع الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، وسبل التعامل معها بشراكة وتنسيق بين مختلف الدول والأطراف الفاعلة، وبما يحقق السلام ويعزز الأمن والاستقرار العالميين.
وحول الجهود المبذولة لمكافحة خطر التنظيمات الإرهابية والفكر المتطرف، شدد جلالته على أن حفظ أمن واستقرار المنطقة وشعوبها يتطلب التعامل مع هذا الخطر بتكاتف وشراكة وضمن استراتيجية شاملة وواضحة بأبعادها المختلفة.
وفيما يتعلق بجهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط، طالب جلالته جميع القوى والأطراف الدولية المؤثرة للعمل على تهيئة الظروف الملائمة لإحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتذليل جميع العقبات التي تقف حائلا أمام استئناف المفاوضات وفق حل الدولتين.
ولفت جلالته إلى الدور المحوري والمهم للاتحاد الأوروبي ومؤسساته، في حث مختلف الأطراف على ضرورة التحرك بشكل سريع وفاعل للوصول إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، التي تشكل جوهر الصراع في المنطقة.
كما تم التأكيد، خلال اللقاء، على أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية، ينهي معاناة الشعب السوري، لافتا جلالته في هذا السياق إلى الأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن نتيجة استضافة اللاجئين السوريين على أراضيه وتقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية لهم.
وأكد المسؤولان الأوروبيان حرص الاتحاد الأوروبي على تطوير علاقات التعاون والصداقة والشراكة مع المملكة، وبما يحقق المصالح المشتركة في ضوء ما تم إنجازه من تعاون في مختلف الميادين بين الجانبين، لافتين إلى الفرص المتاحة للمضي قدما في البناء على هذه العلاقات.
وعبرا عن تقديرهما لدور الأردن المحوري وجهوده في تحقيق الاستقرار وتعزيز الأمن والسلام في الشرق الأوسط.
وقال يونكر إن علاقة الإتحاد الأوروبي مع الأردن "علاقة شراكة إستراتيجية بعيدة المدى، وليست مرتبطة فقط بالدعم الذي نقدمه للمملكة".
وحضر اللقاءين رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، والسفيران الأردنيان في بروكسل وباريس، وعدد من المسؤوليين الأوروبيين.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عقب اللقاءين، قال رئيس مجلس النواب المهندس، عاطف الطراونة، "إن لقاءات جلالة الملك تناولت، كعادة جلالته في كل المنابر، قضايا الأمة وعلى رأسها محاربة الإرهاب والتطرف وسبل معالجة القضية الفلسطينية، التي ما غابت ولن تغيب عن بال جلالة الملك، الذي يتحدث فيها بكل جرأة ووضوح".
وأضاف أن جلالة الملك يحظى باحترام كبير من أعضاء البرلمان الأوروبي الذين يمثلون القارة الأوروبية، وأن خطاب جلالته أمام البرلمان كان مميزا بصراحته ووضوحه، حيث وضع النقاط على الحروف، وأكد أن معركتنا هي تلك الموجهة ضد الإرهاب الذي لا يميز بين منطقة وأخرى أو يفرق بين شعب وآخر، حاثا الدول الإسلامية للمبادرة بقيادة الحرب على الإرهاب التي تستهدف الدين الإسلامي الحنيف ومبادئه السمحة.
وأكد أن جلالة الملك تناول في الخطاب القضية الفلسطينية وأهمية التوصل إلى حل عادل وشامل لها، وتفويت الفرصة على الإرهابيين "الذين يجدون في عدم تحقيق العدالة دعما لهم ويختبئون خلفها".
وأشار المهندس الطراونة إلى أن جلالة الملك شكر الإتحاد الأوروبي على دعمه الموصول للمملكة، منوها أن البرلمانيين الأوروبيين قدروا عاليا الجهود التي يبذلها الأردن في استضافة الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين، واستثمار المملكة للربيع العربي وتحويله لفرصة لإجراء الإصلاحات السياسية.
ولفت إلى التعاون المثمر بين مجلس النواب الأردني ونظيره الأوروبي خصوصا في إطار الجمعية البرلمانية الأورومتوسطية.
وفي مقابلة أخرى، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، إلمار بروك، إن جلالة الملك كان واضحا في تحديد الخطوات التي يجب اتخاذها لمواجهة الإرهاب والتطرف، "وهذا مهم جدا ويؤكد الدور الأردني القيادي في محاربة الإرهاب والتطرف".
وأكد أن الأردن يواجه تحديات وأعباء استقبال أكثر من مليون لاجئ سوري يقيمون على أراضيه، الأمر الذي يتطلب تعاونا أكبر لتقديم الخدمات الاغاثية للاجئين وضمان حياة أفضل لهم.
وشدد على مسؤولية المجتمع الدولي حيال اللاجئين السوريين في الأردن ودول المنطقة، وضرورة وضع سياسات واتخاذ خطوات واضحة لتقديم الخدمات الإنسانية "وهذا ما وجدته في الأردن، وعلينا دعم هذه الإمكانات والجهود".
وقال بروك "يجب أن يفهم الجميع أن الحرب على الإرهاب ليست حربا على الإسلام؛ إنها محاربة الإرهاب الذي يستخدم الإسلام لخدمة أهدافه الخاطئة"، موضحا أن الحرب على الإرهاب "حرب الجميع، وليست بين المسيحيين والمسلمين، وأن المسلمين يعيشون في أوروبا بأمن وسلام".
وتوجه جلالة الملك في ختام زيارة العمل التي شملت بروكسل وستراسبورغ إلى الدار البيضاء في زيارة إلى المملكة المغربية، يعقد خلالها مباحثات مع أخيه جلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية الشقيقة.