خطبة الجمعة حول " شقائق الرجال "
المدينة نيوز :- دعت وزارة الاوقاف ان تكون خطبة الجمعة لهذا الاسبوع حول المرأة .
وتالياً نص الخطبة المقترحة :
محاور مقترحة لخطبة الجمعة 13/3/2015
النساء شقائق الرجال
• قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) سورة النساء الآية (1) .
• لقد اقتضت حكمة الله تعالى أن خلق آدم عليه السلام ؛ ليكون خليفة في الأرض ، وخلق منه زوجه حوَّاء ، فجعلها ركنًا ركينًا في نجاح الخلافة على الأرض ؛ إذ بدونها لا تتحقق الخلافة ولا تتم السعادة ، فالمرأة أساس بناء المجتمع؛ لأنها نصف المجتمع، ويكون عليها تربية النصف الآخر، فهي كل المجتمع ولها دورها في إصلاحه لما تتمتع به من قدرات تمكنها من التأثير والنجاح في غرس القيم في الأجيال ..
• يؤكد الإسلام من خلال نصوصه الشرعية على أن المرأة كالرجل في الإنسانية سواءً بسواء وهي تشترك مع الرجل في التكريم الإلهي للبشرية في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ) سورة الإسراء ، ولها مكانتها الاجتماعية في مختلف مراحل حياتها ، وهي مخاطبة بالتكاليف والأحكام الشرعية ولها حقوق وعليها واجبات ، ولها أهليتها المعتبرة التي تمكّنها من التملك وحرية التصرف بأموالها ، ومنحها حق التعليم وحق العمل الذي يتوافق مع فطرتها .
• نظرة الإسلام للمرأة نظرة تنبع من الفطرة التي فطر الله سبحانه وتعالى الناس عليها ، وهي أن دورها مع الرجل في الحياة هو دور تكاملي ، لا تستقيم الحياة إلا من خلال أن يؤدي كل واحد منهما ما عليه من واجبات ، وليست المرأة ندّاً للرجل بل جوهر العلاقة بينهما يقوم على ما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( النساء شقائق الرجال ) رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي ، وقد هيء الله تعالى المرأة في طبيعة خلقها بما يُمكّنها من أن تؤدي دورها في الحياة على نحو يتكامل مع الرجل كالأمومة الحميمة والعاطفة الجياشة .. فالرجل والمرأة في التصور الإسلامي سيان في التكليف والمسؤولية والجزاء، وهذه المساواة أصل أصيل في الشريعة، أبرزه بشكل واضح قوله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ سورة النحل الآية ( 97 ) ، وفي هذا السياق فقد خص النبي صلى الله عليه وسلم النساء بأن جعل لهنّ يوما خاصا يعلمهنّ فيه ، ففي الحديث المتفق عليه : ( قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم : غلبنا عليك الرجال ، فاجعل لنا يوما من نفسك. فوعدهنّ يوما لقيهنّ فيه فوعظهنّ وأمرهنّ ... الحديث ) .
• المرأة حباها الله تعالى العقل كالرجل ، فربما فاقت بعض النساء بعض الرجال في سداد رأيهن فكان النبي صلى الله عليه وسلم يستشير أحيانا بعض نسائه في أمور المسلمين ، ففي حديث المسور بن مخرمة رضي الله عنه في صلح الحديبية قال : ( فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الكِتَابِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ : " قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا "، قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنَ النَّاسِ ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، أَتُحِبُّ ذَلِكَ ، اخْرُجْ ثُمَّ لاَ تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً ، حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ، فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ونَحَرَ بُدْنَهُ ، وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا ، فَنَحَرُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا..." رواه البخاري ، فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة رضي الله عنها في أمر يهم المسلمين وأشارت عليه بأمر فامتثل مشورتها ، وموقف خديجة رضي الله عنها مع النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة وتوجيهها للنبي أحيانا مشهور في كتب السيرة.
• المرأة هي الأم والأخت والبنت والزوجة ومن هنا بذل الإسلام العديد من التشريعات لحمايتها وصونها مما وقع عليها من ظلم وسطوة عاشته في عصور وحضارات سابقة ، وليس المقصود من تلك التشريعات النيل من مكانتها أو التقليل من شأنها ، بل رفع الظلم عنها وانزالها مكانتها التي تليق بها ، وبهدف التأكيد على هذا المعنى نجد أن القرآن الكريم قد أطلق على سورة من سوره الكريمة اسم ( سورة النساء ) تناولت العديد من الأحكام الشرعية التي تنظم حياتها وعلاقتها بالرجل ، وأكد كذلك على مشاركتها للرجل في العبادة والحياة والدعوة والمصير ؛ قال الله تعالى : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) ) سورة التوبة .
• إن ملخص حقوق المرأة في الإسلام يجمعها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ) رواه الإمام البخاري ، فكلمة ( خيراً ) تعم كل أنواع الخير ، وفي المقابل فقد نفَّر من الإساءة إليها وذم الرجل الذي يسيء للمرأة فعن إياس بن عبد الله قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم ) رواه أبو داود ، وليس بعد الخيار إلا الأشرار ، كما أن حُسن المعاشرة ليس أمرًا اختياريًّا متروكًا للزوج؛ إن شاء فعَله وإن شاء ترَكه، بل هو تكليف واجب .
• إذا قرر العالم المعاصر أن يجعلوا يوما عالميا للمرأة تأكيدا على مكانتها وحقوقها ومساواتها ، فإن الإسلام يدعو يؤكد في كل لحظة وفي كثير من تشريعاته على تلك المكانة والحقوق وأن يكون ذلك ممارسة عملية يومية في حياة المسلم وليست شعارات براقة ، فحثَّ على إكرامها في صغر سنها والقيام بتربيتها على الفضائل والآداب الإسلامية التي ترشدها للخير حتى تشب وتبلغ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو- وضم أصابعه - ( رواه الإمام مسلم ، ، ودعا إلى احترم رأيها ورغبتها فأعطاها حرية الاختيار لزوجها ولم يُجز لوليها إجبارها ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تُنكح الأيّم حتى تُستأمر ولا البكر حتى تستأذن. قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: أن تسكت ) رواه البخاري ومسلم ، كما حث على تعليمها ما ينفعها ويدلها على الخير وتنفع به أمتها ، فحقها في العلم كالرجل لا فرق بينهما وقد وجَّه عليه الصلاة والسلام حفصة لتعليم الشفاء بنت عبد الله رضي الله عنهما ، وأثنت السيدة عائشة رضي الله عنها على نساء الأنصار بإقبالهن على التعلم.
• إن مشاركة المرأة في الحياة العامة ليس حقا لها فحسب بل هو واجب وتكليف على المرأة أن تقوم به مع الرجل سواءً بسواء ومن أعظم ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ قال الله تعالى : ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ سورة التوبة : (71) ، فلم يستثن الإسلام المرأة من القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو واجب اجتماعي عام ، ومن المشاركة في الحياة العامة تقديم النصيحة حتى لأئمة المسلمين حيث جاء في الأثر أن السيدة خولة بنت ثعلبة قدمت النصح لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما .. ومن أعظم أنواع المشاركة في الحياة العامة المشاركة في الجهاد في سبيل الله تعالى ، حيث شاركت المرأة المسلمة في الجهاد الإسلامي في كل مراحله وأنواعه ، وهناك عشرات الأمثلة التي سطرها التاريخ ببطولات من نساء قدمن أعظم مواقف البطولة .. وهكذا نجد أن الإسلام يكلّف المرأة بأن تشارك الرجل القيام بتكاليف بناء المجتمع ، وأن ما يطالب به الآخرون على أنه حقوق أو ترف تسعى المرأة للحصول عليه، أوجبه الإسلام على المرأة لتشارك في بناء الدولة والمجتمع والحضارة الإنسانية مشاركة كاملة غير منقوصة .
محاور مقترحة لخطبة الجمعة 13/3/2015
النساء شقائق الرجال
• قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) سورة النساء الآية (1) .
• لقد اقتضت حكمة الله تعالى أن خلق آدم عليه السلام ؛ ليكون خليفة في الأرض ، وخلق منه زوجه حوَّاء ، فجعلها ركنًا ركينًا في نجاح الخلافة على الأرض ؛ إذ بدونها لا تتحقق الخلافة ولا تتم السعادة ، فالمرأة أساس بناء المجتمع؛ لأنها نصف المجتمع، ويكون عليها تربية النصف الآخر، فهي كل المجتمع ولها دورها في إصلاحه لما تتمتع به من قدرات تمكنها من التأثير والنجاح في غرس القيم في الأجيال ..
• يؤكد الإسلام من خلال نصوصه الشرعية على أن المرأة كالرجل في الإنسانية سواءً بسواء وهي تشترك مع الرجل في التكريم الإلهي للبشرية في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ) سورة الإسراء ، ولها مكانتها الاجتماعية في مختلف مراحل حياتها ، وهي مخاطبة بالتكاليف والأحكام الشرعية ولها حقوق وعليها واجبات ، ولها أهليتها المعتبرة التي تمكّنها من التملك وحرية التصرف بأموالها ، ومنحها حق التعليم وحق العمل الذي يتوافق مع فطرتها .
• نظرة الإسلام للمرأة نظرة تنبع من الفطرة التي فطر الله سبحانه وتعالى الناس عليها ، وهي أن دورها مع الرجل في الحياة هو دور تكاملي ، لا تستقيم الحياة إلا من خلال أن يؤدي كل واحد منهما ما عليه من واجبات ، وليست المرأة ندّاً للرجل بل جوهر العلاقة بينهما يقوم على ما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( النساء شقائق الرجال ) رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي ، وقد هيء الله تعالى المرأة في طبيعة خلقها بما يُمكّنها من أن تؤدي دورها في الحياة على نحو يتكامل مع الرجل كالأمومة الحميمة والعاطفة الجياشة .. فالرجل والمرأة في التصور الإسلامي سيان في التكليف والمسؤولية والجزاء، وهذه المساواة أصل أصيل في الشريعة، أبرزه بشكل واضح قوله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ سورة النحل الآية ( 97 ) ، وفي هذا السياق فقد خص النبي صلى الله عليه وسلم النساء بأن جعل لهنّ يوما خاصا يعلمهنّ فيه ، ففي الحديث المتفق عليه : ( قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم : غلبنا عليك الرجال ، فاجعل لنا يوما من نفسك. فوعدهنّ يوما لقيهنّ فيه فوعظهنّ وأمرهنّ ... الحديث ) .
• المرأة حباها الله تعالى العقل كالرجل ، فربما فاقت بعض النساء بعض الرجال في سداد رأيهن فكان النبي صلى الله عليه وسلم يستشير أحيانا بعض نسائه في أمور المسلمين ، ففي حديث المسور بن مخرمة رضي الله عنه في صلح الحديبية قال : ( فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الكِتَابِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ : " قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا "، قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنَ النَّاسِ ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، أَتُحِبُّ ذَلِكَ ، اخْرُجْ ثُمَّ لاَ تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً ، حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ، فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ونَحَرَ بُدْنَهُ ، وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا ، فَنَحَرُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا..." رواه البخاري ، فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة رضي الله عنها في أمر يهم المسلمين وأشارت عليه بأمر فامتثل مشورتها ، وموقف خديجة رضي الله عنها مع النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة وتوجيهها للنبي أحيانا مشهور في كتب السيرة.
• المرأة هي الأم والأخت والبنت والزوجة ومن هنا بذل الإسلام العديد من التشريعات لحمايتها وصونها مما وقع عليها من ظلم وسطوة عاشته في عصور وحضارات سابقة ، وليس المقصود من تلك التشريعات النيل من مكانتها أو التقليل من شأنها ، بل رفع الظلم عنها وانزالها مكانتها التي تليق بها ، وبهدف التأكيد على هذا المعنى نجد أن القرآن الكريم قد أطلق على سورة من سوره الكريمة اسم ( سورة النساء ) تناولت العديد من الأحكام الشرعية التي تنظم حياتها وعلاقتها بالرجل ، وأكد كذلك على مشاركتها للرجل في العبادة والحياة والدعوة والمصير ؛ قال الله تعالى : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) ) سورة التوبة .
• إن ملخص حقوق المرأة في الإسلام يجمعها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ) رواه الإمام البخاري ، فكلمة ( خيراً ) تعم كل أنواع الخير ، وفي المقابل فقد نفَّر من الإساءة إليها وذم الرجل الذي يسيء للمرأة فعن إياس بن عبد الله قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم ) رواه أبو داود ، وليس بعد الخيار إلا الأشرار ، كما أن حُسن المعاشرة ليس أمرًا اختياريًّا متروكًا للزوج؛ إن شاء فعَله وإن شاء ترَكه، بل هو تكليف واجب .
• إذا قرر العالم المعاصر أن يجعلوا يوما عالميا للمرأة تأكيدا على مكانتها وحقوقها ومساواتها ، فإن الإسلام يدعو يؤكد في كل لحظة وفي كثير من تشريعاته على تلك المكانة والحقوق وأن يكون ذلك ممارسة عملية يومية في حياة المسلم وليست شعارات براقة ، فحثَّ على إكرامها في صغر سنها والقيام بتربيتها على الفضائل والآداب الإسلامية التي ترشدها للخير حتى تشب وتبلغ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو- وضم أصابعه - ( رواه الإمام مسلم ، ، ودعا إلى احترم رأيها ورغبتها فأعطاها حرية الاختيار لزوجها ولم يُجز لوليها إجبارها ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تُنكح الأيّم حتى تُستأمر ولا البكر حتى تستأذن. قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: أن تسكت ) رواه البخاري ومسلم ، كما حث على تعليمها ما ينفعها ويدلها على الخير وتنفع به أمتها ، فحقها في العلم كالرجل لا فرق بينهما وقد وجَّه عليه الصلاة والسلام حفصة لتعليم الشفاء بنت عبد الله رضي الله عنهما ، وأثنت السيدة عائشة رضي الله عنها على نساء الأنصار بإقبالهن على التعلم.
• إن مشاركة المرأة في الحياة العامة ليس حقا لها فحسب بل هو واجب وتكليف على المرأة أن تقوم به مع الرجل سواءً بسواء ومن أعظم ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ قال الله تعالى : ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ سورة التوبة : (71) ، فلم يستثن الإسلام المرأة من القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو واجب اجتماعي عام ، ومن المشاركة في الحياة العامة تقديم النصيحة حتى لأئمة المسلمين حيث جاء في الأثر أن السيدة خولة بنت ثعلبة قدمت النصح لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما .. ومن أعظم أنواع المشاركة في الحياة العامة المشاركة في الجهاد في سبيل الله تعالى ، حيث شاركت المرأة المسلمة في الجهاد الإسلامي في كل مراحله وأنواعه ، وهناك عشرات الأمثلة التي سطرها التاريخ ببطولات من نساء قدمن أعظم مواقف البطولة .. وهكذا نجد أن الإسلام يكلّف المرأة بأن تشارك الرجل القيام بتكاليف بناء المجتمع ، وأن ما يطالب به الآخرون على أنه حقوق أو ترف تسعى المرأة للحصول عليه، أوجبه الإسلام على المرأة لتشارك في بناء الدولة والمجتمع والحضارة الإنسانية مشاركة كاملة غير منقوصة .