العلماء الأردنيين : هذا حكم خطف داعش للاشوريين وتدمير آثار الموصل
المدينة نيوز - أصدرت رابطة العلماء الأردنيين الخميس بيانا وصل المدينة نسخة منه توضح فيه حكم ممارسات داعش الاخيرة .
وخص البيان الحديث عن اختطاف عدد كبير من الآشوريين المسيحيين ، وعن تحطيم آثار الموصل بدعوى أنها أصنام .
وتناول البيان الحكم الشرعي لهذه الممارسات ، وقالت الرابطة في ختام البيان ان ممارسات داعش تعبر عن عدم فهم هذه الجماعة للإسلام بشكله الصحيح
واليكم نص البيان .
تتسارع وتتكاثر ممارسات داعش وكان آخرها أمرين :
الاول : اختطاف عدد كبير من الآشوريين المسيحيين
الثاني : تحطيم آثار الموصل بدعوى أنها أصنام
إننا في رابطة علماء الأردن مدعوون كبقية علماء الأمة لبيان الحكم الشرعي في هذه الممارسات كما قال تعالى ( لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) ومن هذا الواجب نقول وبالله التوفيق.
إن الإسلام قد أمر أتباعه أن يحسنوا لكل الناس قال تعالى ( وقولوا للناس حسناً ) وحينما ذكر أهل الكتاب جعلهم في موقع أقرب إلى المسلمين بالرغم من الاختلاف العقدي فقد جاءت سورة الروم لتذكر فرح المؤمنين بانتصار الروم على الفرس قال تعالى ( غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين ، لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله) .
وطلب منا محاورتهم بالتي هي أحسن ( ولا تجادولوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) وسمح لنا بالزواج منهم وأكل طعامهم والاحسان في التعامل الإنساني والاجتماعي .
فهذا الذي تقوم به داعش مخالف لنصوص القرآن وهدي النبي صلى الله عليه وسلم !! والخطف هو فعل العصابات وليس فعل المسلمين الصادقين.
أما مسألة تحطيم الآثار فهو سلوك دعائي وفعل يراد به باطل ولا يدل على علم شرعي ولا علاقة له بفهم للدين ومقاصده ولنا أن نسأل هؤلاء الذين يدعون أنهم يقتدون بالرسول في تحطيم الأصنام : هل وجود هذه التماثيل والآثار شيء جديد أم كانت موجودة وقديمة حتى قبل الإسلام ؟ فإذا كانت قديمة وهي كذلك فلماذا لم يحطمها المسلمون الأوائل من الصحابة والتابعين وعبر عصور الراشدين والأمويين والعباسيين والفاطميين والعثمانيين ؟؟!! ألم يدخل المسلمون أرض مصر وكان تمثال أبي الهول وغيره من تماثيل الفراعنة فماذا فعل الصحابي عمرو بن العاص وماذا فعل العز بن عبد السلام وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم ؟؟!! . ألم يصل المسلمون الى بلاد خراسان ورأوا تماثيل بوذا وغيره فماذا فعلوا ؟!
لقد وجد المسلمون آثار الأمم السابقة سواء كانت آثاراً مكتوبة كالمخطوطات الورقية أو الحجرية أو كانت منحوتات لملوكهم ورموزهم فما كان من المسلمين سوى دراسة المكتوب والتعليق عليه ونقده كما فعلوا مع الفلسفة اليونانية وشريعة حمورابي في العراق ، وما كان من تماثيل تركوها كما هي لتكون شاهداً تاريخياً على حياة تلك المجتمعات وعقائدها لنتقل للناس صور التاريخ البشري.
ولم يحطم المسلمون أصناماً إلا في جزيرة العرب باعتبارها قاعدة الإسلام أما غير ذلك فتركوه
إن ما قامت به داعش لا يعبر عن فهم للاسلام بل هو استفزاز لا معنى له ولا فائدة وهو بعيد كل البعد عن تحطيم الأصنام لأن هذه التماثيل ما عادت معبودات بل هي مجرد آثار لحقبة تاريخية معينة ، فهي مجرد حجارة لا يعبدها الناس ولا يتوجهون إليها.
إن هذا النمط من التفكير يجب إعادة النظر فيه وحتى لو كانت معبودات عند أمة من الأمم فالعلاج دعوتها وإدخالها في الإسلام وليس استفزازاها فيما تعتقد كما قال تعالى ( ولا تسبوا الذين يدعوون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم ) وهو ما رأيناه يوم قصفت طالبان تمثال بوذا فعمد البوذيون لإلقاء المصاحف في المواقع القذرة وهو إثم تتحمله حركة طالبان إننا في رابطة علماء الأردن نطالب شبابنا المسلم الرجوع الى العلماء والأخذ عنهم والابتعاد عن الغلاة والمتطرفين الذين لا علم لهم ولا دراية ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).