خبير اجتماعي أردني : المنتحرون شخصيات هشة
تم نشره الإثنين 16 آذار / مارس 2015 10:38 مساءً
صورة تعبيرية حول الانتحار
المدينة نيوز:- وصف اختصاصي علم الاجتماع في الجامعة الأردنية مجد الدين خمش المنتحرين بـ"الشخصيات الهشة" التي تعاني من أسباب وعوامل خاصة.
وقال خمش : "إن حالات الانتحار زادت في السنوات الأربعة الأخيرة، إذ كان معدل الحالات يتراوح ما بين 40 إلى 45 حالة سنويا، بينما ارتفع في سنة 2013 إلى 100 حالة.
وأضاف أن عملية الانتحار أخذت منحنا تضخيميا منذ أقدم المواطن التونسي محمد البوعزيزي على حرق نفسه في العام 2011، إذ بدأ المنتحرون بتقليد واستعراض عملية الانتحار من أعلى مكان في منطقته.
وأشار خمش إلى أن "من أسباب الانتحار التي تقدم عليها فئة الشباب التي تتراوح أعمارها بين 18 – 27، التعطل عن العمل والطلاق، إضافة إلى الأسباب العاطفية".
ونوه إلى أن حالات الانتحار لا تكاد تخلو من صفحات الأخبار كل يوم في الصحف والمواقع الإلكترونية، حتى بات المواطن يعيش شبه "تطبيع نفسي" مع هذه الظاهرة الآخذة في التفاقم.
أمام استاذ الشريعة الدكتور أحمد الرقب، فعزى عمليات الانتحار إلى الفراغ الروحي، معتبرا أن العقيدة الراسخة السليمة، والعبادة التي تقوي الصلة بين العبد وربه، وتشيع السكينة والطمأنينة، والإيمان بالقضاء والقدر، تكون حائلا بين ارتكاب الفعل الشنيع المتمثل بقتل النفس وفقاً للسبيل .
ولفت إلى أن "النصوص الدينية الواردة في موضوع الانتحار شديدة صارمة، وكأنها تقابل بقوة مختلف الصدمات النفسية والاجتماعية والاقتصادية، والتي قد تكون وراء التفكير في الانتحار، فتمتصها وتعيد للنفس توازنها وصبرها وصمودها".
وفي النهي عن الإقدام على الانتحار، استشهد الرقب بحديث الرسول عليه السلام الذي نصه: "مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً".
في السياق، أفاد مدير المركز الوطني للطب الشرعي الدكتور قيس القسوس إلى أن غالبية المنتحرين لا يتم تحويل جثثهم إلى المركز لمعرفة سبب وطريقة الانتحار، معللا ذلك بأن المدعي العام يكون متأكدا من أن الانتحار هو سبب الوفاة، بينما تحول إلينا الجثة في حال اعترى المدعي العام الشك بسبب الوفاة.
يذكر أن أكثر من حالة انتحار برزت في الشهر الأخير، حيث هدد مواطن في الكرك بحرق نفسه وحرق طفلته البالغة من العمر عام ونصف، ما لم يتم إعادته إلى عمله الذي تم فصله منه.
فيما أقدمت فتاة تبلغ من العمر 35 عاما على الانتحار، وذلك بإلقاء نفسها من شرفة المنزل عن الطابق الاول بمنطقة حي نزال في عمان، كما انتحر شاب سوري شنقاً حتى الموت بواسطة حبل لفه حول عنقه بمنطقة الجبل الأخضر في عمان، في الوقت الذي أقدم فيه مواطن على محاولة انتحار في محافظة عجلون.
في حين، تمكنت الأجهزة الأمنية من إنقاذ شاب عشريني حاول الانتحار من أعلى برج للاتصالات في غور الصافي بلواء الأغوار الجنوبية .