الأردن يستورد 90 % من احتياجاته الغذائية
المدينه نيوز - قال وزير المياه والري الدكتور حازم الناصر ان الحكومة تحرص على توفير بيئة مناسبة لجذب الاستثمارات الدولية وحشد الجهود العالمية لمساعدة الاردن على مواجهة الظروف الاستثنائية التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط.
وأضاف الناصر خلال استقباله مدير عام منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) جوزيف دي سيلفا اليوم الثلاثاء ان الاردن يعد من اكثر دول المنطقة معاناة للنتائج التي خلفتها الاوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط وبسبب تفاقم موجات اللجوء السوري ووصولها الى مستويات تفوق قدرة وامكانيات المملكة.
وثمن وزير المياه جهود المنظمة خصوصاً خلال الدورة الثامنة والثلاثين لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الذي عقد في روما باعتبار الزراعة سبيلا لعيش العالم أجمع مشيراً الى ان اكثر من 850 مليون شخص حول العالم يعانون من نقص التغذية لافتاً الى أن السياسات الدولية قد ساهمت وبشكل مباشر في إعطاء الأولوية في توجيـــه المياه لأغراض الشرب بدلاً من الزراعة لوجود نحو 2ر1 بليون شخص يعيشون في مناطق تعاني من نقص حاد في المياه.
واشار الناصر الى أبعاد الجوع وانعدام الأمن الغذائي كمشكلتين على المستوى العالمي وخطورتهما في بعض الأقاليم التي تعاني من نقص كبير في الموارد الطبيعية ومستلزمات الإنتاج الغذائي لا سيما المياه، ما يتطلب ضرورة توحيد الإرادة السياسية والالتزام الدولي الجماعي لتحقيق الأمن الغذائي للجميع.
وقال وزير المياه ان الأزمة السورية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، وان الأعباء التي يتحملها الأردن بسبب استمرار تدفق اللاجئين السوريين بأعداد متزايدة تفوق قدراته وإمكاناته ما أدت إلى إرتفاع ملموس في متوسط الاستهلاك السنوي للمنتجات الغذائية بسبب الزيادة في الطلب وارتفاع في الأسعار المحلية وزيادة في معدلات الفقر والبطالة إضافة إلى سوء التغذية.
واضاف أن الأردن يستورد ما يزيد على 90 بالمئة من احتياجاته الغذائية من الخارج ويصنف عالمياً على أنه دولة مستوردة صافية للغذاء، الأمر الذي ترتب عليه زيادة كبيرة في فاتورة الغذاء المستورد وتراجعا كبيرا في الصادرات الزراعية الى الاتحاد الاوروبي نتيجة اغلاق الحدود السورية.
وعرض الناصر لخطط الوزارة في مجالي الري والزراعة خصوصاً في مناطق وادي الاردن وما تقوم به من تسهيلات للمزارعين اضافة الى نقل صلاحيات سلطة وادي الاردن في عمليات توزيع مياه الري والصيانة الخفيفة الى جمعيات مستخدمي المياه في وادي الاردن حيث تغطي هذه الجمعيات 70 بالمئة من المناطق الزراعية في غور وادي الاردن كونها احدى الركائز الاقتصادية للمملكة ومن خلال استخدام أفضل وسائل الري وتوسيع استخدام التكنولوجيا الحديثة وصولاً لتحقيق الأمن الغذائي وتوفير فرص عمل جديدة للحد من البطالة.
وبين الناصر ان استراتيجية قطاع المياه ركزت على ضرورة الاستخدام الكفؤ لمياه الري والشرب من خلال توظيف الموارد المائية بالشكل الامثل وتأهيل شبكات الري والخطوط الناقلة وتوفير محطات ضخ حديثة.
من جهته أشاد مدير عام منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة ( الفاو) سيلفا بدور الأردن في تأمين اللاجئين مؤكداً دعم المنظمة لوزارة المياه واحتياجاتها في قطاع المياه للأغراض الزراعية والري واشراكها في النشاطات الدولية والاقليمية للاستفادة من الخبرات الاردنية خاصة في برامج التدريب لدول المنطقة ونقل تجربة جمعيات الري الى الدول الأخرى ودورها في تحسين خدمة الزراعة والمزارعين.