رئيس مجلس النواب يستقبل نظيره الهنغاري
المدينة نيوز - عقد رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة ورئيس مجلس النواب الهنغاري الدكتور لاسلو كوفير جلسة مباحثاث رسمية تناولت آخر المستجدات في منطقة الشرق الاوسط وعلاقات التعاون القائمة بين البلدين وسبل تنميتها وتعزيزها في المجالات كافة .
واكد الطراونة ان العلاقات الاردنية الهنغارية هي نتاج الاحترام والتعاون والتقدير المتبادل بين البلدين، ونحن في الأردن ننظر إلى توجيهات جلالة الملك بكل جدية، ونتطلع إلى توثيق علاقاتنا بما يخدم مصالح شعبينا ، لافتا الى ان العلاقات الثنائية بين الدولتين الصديقتين مؤشر على مستقبل العلاقة الذي نريده مستداما ومُبشرا بكل خير نجاح.
وبين الطراونة ان الاردن يتطلع إلى توثيق العلاقات الثنائية بين بلدينا، استنادا لتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي بدأ عهده مطلع القرن الحالي بتوسيع دوائر علاقات الأردن مع دول الجوار والمنطقة، ودول الإقليم والعالم؛ على أساس من الاحترام والتقدير المتبادل.
واضاف إننا في المملكة الأردنية الهاشمية نتابع تقدم هنغاريا في المجالات الحيوية سياسيا واقتصاديا وعلمياً، ونعتبر بأن التجربة الهنغارية هي خلاصة مشوار طويل على طريق التنمية وبناء الاقتصاد المتين، ومن هذا المنطلق لا يسعنا هنا إلا أن نشكر هنغاريا على المنح الدراسية التي قدمت للطلبة الأردنيين الراغبين بالدراسة في الجامعات الهنغارية والمقدرة بــ (400) منحة دراسية وما هذا الا دليل على الثقة الكبيرة بالجامعات الهنغارية، متمنياً أن يكون هناك من ضمن هذه المنح الدراسية منح للقوات المسلحة ولأبنائهم في الجامعات لدراسة الطب والصيدلة والهندسة مؤكدا ان هؤلاء الخريجين سيكونوا سفراء لكم في الأردن.
واعرب رئيس مجلس النواب خلال اللقاء الذي حضره النائب الاول لرئيس مجلس النواب احمد الصفدي والنائب الثاني لرئيس مجلس النواب سليمان الزبن ومساعد الرئيس النائب نجاح العزة ورئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب بسام المناصير ورئيس لجنة الصداقة البرلمانية الاردنية الهنغارية النائب وصفي الزيود ومقررها النائب محمد الحجوج وأمين عام مجلس النواب حمد الغرير والقنصل الفخري الاردني في هنغاريا زيد نفاع والسفير الهنغاري المعتمد لدى المملكة .
عن تطلعه للاستفادة من التجربة الهنغارية في مجال توليد الطاقة بالمفاعلات النووية وتنظيم زيارة للاطلاع على التجربة الهنغارية في هذا المجال.
واكد الطراونة ان هذه الزيارات تعد فرصة لاستمرار اللقاءات والبحث عن سبل توثيق أواصر العلاقة بين مؤسسات البلدين الدستورية والرسمية والأهلية، خاصة في مجال الاستثمار داعيا رجال الاعمال الهنغاريين للاستثمار في الأردن للاستفادة من عمليات إعادة الأعمار في دول الجوار بعد انتهاء الحروب والاستقرار.
ولفت الى ان الاردن راكم خطواته في الإصلاح الشامل، واستطعنا رغم كل الظروف السياسية والأمنية المضطربة من حولنا، ووضعنا الاقتصادي الصعب نتيجة تلك الظروف، من بناء نموذج إصلاحي متدرج في المنطقة، واستطعنا قلب كل التحديات التي واجهتنا وتواجهنا إلى فرص، مما جعل الأردن حالة نموذجية متفردة في المنطقة.
واضاف والنتيجة بأننا اليوم نواجه كل الحروب والإضطرابات وحالة عدم الاستقرار على حدودنا والحرب على الإرهاب بجبهة وطنية موحدة، وباستقرار سياسي لافت، ونمو اقتصادي بطيء لكنه يتحسن باستمرار وهي خلاصات بلغناها بحكمة جلالة الملك عبد الله الثاني، وبوعي شعبنا وصبره على تحمل ظروف المنطقة التي تأثرنا بها كثيرا.
وبين رئيس مجلس النواب ان الاردن اصبح اليوم ثالث أكبر دولة بالعالم تستضيف لاجئين اذ نستضيف اللاجئين الفلسطينيين منذ أكثر من خمسين عام وما يزيد عن مليون وثلث المليون لاجئ سوري في المدن الأردنية كافة اضافة لاستضافة العديد من موجات اللجوء المختلفة عبر العقود الماضية ما سبب ضغطا كبيرا على خدمات البنى التحتية، وسط عدم كفاية جهود الإغاثة الدولية في استضافة هؤلاء اللاجئين الهاربين من ويلات الحرب في بلادهم.
واوضح الطراونة ان ذلك تسبب في مضاعفة عبئنا الاقتصادي الوطني، وكبد موازنة الدولة المزيد من العجز والمديونية، وذلك لتلبية الحاجات الأساسية في الحياة الكريمة لشعبنا وضيوفه من دول الجوار، وهي ازمة خانقة نمر بها في كل موسم حرب في منطقتنا المضطربة، خصوصا وأننا ننظر إلى الحرب على الإرهاب والمتطرفين بأنها حرب طويلة وتتطلب منا الكثير من الوقت والجهد.
وقال كما يعرف الجميع بان السبب الأصيل لكل تلك الأزمات هو غياب الحل العادل والشامل لقضية فلسطين التاريخية، القاضي بإعلان قيام الدولة كاملة السيادة على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس، والتي ما تزال ترزح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المستمرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.
وبين الطراونة انه ارسل الى الاتحاد البرلماني الدولي طلب ادراج بند طارئ مقدم من وفد الشعبة الوطنية للممكلة الاردنية الهاشمية لاضافته على جدول اعمال الجمعية (132) للاتحاد والتي ستعقد في هانوي / فيتنام نهاية الشهر الجاري ينص على(( احترام الاديان والرموز الدينية مع احترام حرية الرأي والتعبير)).
بدوره اكد رئيس مجلس النواب الهنغاري الدكتور لاسلو كوفير ان بلاده معنية بتنمية وتعزيز علاقاتها مع الاردن مشددا على اهمية دور اللجان البرلمانية في كلا المجلسين في توثيق ودفع العلاقات الثنائية خدمة للمصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين .
وقدر عاليا الاصلاحات الشاملة التي تنفذها المملكة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الحكيمة .
واكد تضامن بلاده الكامل مع المملكة الاردنية الهاشمية للتغلب على الصعوبات التي تواجهها في مختلف المجالات .
وقال اننا في المجر ننظر الى الاردن كشريك استراتيجي ولذلك نبذل جهودا كبيرة لاستقطاب الطلبة الاردنيين للدراسة في الجامعات المجرية .
ورحب رئيس مجلس النواب المجري بطلب الطراونة المتعلق بتخصيص منح دراسية لابناء القوات المسلحة الاردنية الجيش العربي للدراسة في الجامعات المجرية اذ اعلن عن تخصيص خمسين منحة دراسية لهم اضافة للمنح المقدمة للاردن سابقا .
وقال اننا في المجر نتشرف ونعتز باستقبال خبراء من الاردن في مجالات الطاقة للتباحث والاستفادة من التجارب المشتركة وتدريب الطواقم المتخصصة في مجال الطاقة النووية .
واعرب عن سعادته والوفد المرافق له لتعزيز وتنمية العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والاستثمارية خاصة في مجالات الطاقة والتعليم ومعالجة النفايات .
واشاد بالجهود التي يبذلها الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ازاء مختلف قضايا المنطقة خاصة استقباله لاعداد كبيرة من اللاجئين واصفا الاردن بانه جزيرة الامن والاستقرار وسط جو مليء بعدم الامن والاستقرار .
واكد ان المجر معنية ببناء علاقات وطيدة مع الاردن كونه بوابة اوروبا على الشرق الاوسط باكمله فالاردن الدولة الوحيدة والافضل التي يمكن ان يتعامل معها الاتحاد الاوروبي كشريك للتعاون والتواصل وما ادل على ذلك الا خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في البرلمان الاوروبي الاسبوع الماضي .
وقال ان الحل العسكري وحده لا يكفي للقضاء على الارهاب ما يتوجب اتباع سياسات اخرى اضافة للحل العسكري لافتا الى ان الارهاب خاصة عصابة داعش الارهابية جعلنا اكثر حرصا على تفعيل الحوار بين الحضارات .
ولفت الدكتور لاسلو كوفير الى ان موقف المجر من القضية الفلسطينية واضح فهي تدعم المبادرة العربية وحل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية مع ايماننا بان ذلك لن يتحقق الا بعودة الجانبين الفسلطيني والاسرائيلي الى مفاوضات حقيقية وصادقة .