رئيس مجلس النواب ونظيره الهنغاري يبحثان التعاون والأوضاع في المنطقة
المدينة نيوز:- بحث رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة ورئيس مجلس النواب الهنغاري الدكتور لاسلو كوفير خلال جلسة رسمية اليوم الأربعاء آخر المستجدات في منطقة الشرق الاوسط وعلاقات التعاون بين البلدين وسبل تنميتها وتعزيزها في المجالات كافة.
واكد الطراونة ان العلاقات الاردنية الهنغارية هي نتاج الاحترام والتعاون والتقدير المتبادل بين البلدين، استنادا إلى توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بتوثيق وتوسيع علاقات الاردن مع دول الجوار والمنطقة، ودول الإقليم والعالم؛ على أساس من الاحترام والتقدير المتبادل، لافتا الى ان العلاقات الثنائية بين الاردن وهنغاريا الصديقين مؤشر على مستقبل العلاقة التي نريدها مستدامة.
ولفت الى أن الاردن يتابع تقدم هنغاريا سياسيا واقتصاديا وعلمياً، ونعتبر التجربة الهنغارية خلاصة مشوار طويل على طريق التنمية وبناء الاقتصاد المتين، وثمن المنح الدراسية الهنغارية للطلبة الأردنيين والبالغ عددها 400 منحة والتي تعكس الثقة الكبيرة بالجامعات الهنغارية، معربا عن امله بشمول أبناء منتسبي القوات المسلحة في منح الجامعات الهنغارية.
واعرب الطراونة خلال اللقاء الذي حضره نائبه الاول احمد الصفدي والنائب الثاني سليمان الزبن ومساعد الرئيس النائب نجاح العزة ورئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب بسام المناصير ورئيس لجنة الصداقة البرلمانية الاردنية الهنغارية النائب وصفي الزيود ومقررها النائب محمد الحجوج وأمين عام مجلس النواب حمد الغرير والقنصل الفخري الاردني في هنغاريا زيد نفاع والسفير الهنغاري المعتمد لدى المملكة، عن تطلعه للاستفادة من التجربة الهنغارية في مجال توليد الطاقة بالمفاعلات النووية وتنظيم زيارة للاطلاع على التجربة الهنغارية في هذا المجال.
واكد ان هذه الزيارات تعد فرصة لتوثيق العلاقة بين مؤسسات البلدين الدستورية والرسمية والأهلية، خاصة في مجال الاستثمار داعيا رجال الاعمال الهنغاريين للاستثمار في الأردن للاستفادة من عمليات إعادة الإعمار في دول الجوار.
ولفت الى ان الاردن راكم خطواته في الإصلاح الشامل، واستطعنا رغم كل الظروف السياسية والأمنية المضطربة من حولنا، ووضعنا الاقتصادي الصعب، من بناء نموذج إصلاحي متدرج في المنطقة، واستطعنا قلب التحديات إلى فرص، ما جعل الأردن حالة نموذجية متفردة في المنطقة، لافتا الى أننا "نواجه كل الحروب والاضطرابات على حدودنا والحرب على الإرهاب بجبهة وطنية موحدة، واستقرار سياسي لافت، ونمو اقتصادي بطيء لكنه يتحسن باستمرار"، وهي خلاصات بلغناها بحكمة جلالة الملك، ووعي شعبنا وصبره على تحمل ظروف المنطقة.
وأشار الطراونة الى ان الاردن اصبح اليوم ثالث أكبر دولة في العالم تستضيف لاجئين، لافتا الى استضافة اللاجئين الفلسطينيين منذ أكثر من خمسين عاما وأكثر من مليون لاجئ سوري في المدن الأردنية كافة ما سبب ضغطا كبيرا على خدمات البنى التحتية، وسط عدم كفاية جهود الإغاثة الدولية في استضافة هؤلاء اللاجئين الهاربين من ويلات الحرب في بلادهم.
واوضح ان ذلك تسبب في مضاعفة العبء الاقتصادي الوطني، وكبد موازنة الدولة المزيد من العجز والمديونية، لتلبية الحاجات الأساسية في الحياة الكريمة لشعبنا وضيوفه، خصوصا أننا ننظر إلى الحرب على الإرهاب والمتطرفين بأنها حرب طويلة وتتطلب الكثير من الوقت والجهد.
وأكد أن السبب الأصيل لكل تلك الأزمات هو غياب الحل العادل والشامل لقضية فلسطين التاريخية، القاضي بإعلان قيام الدولة كاملة السيادة على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس، والتي ما تزال ترزح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المستمرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.
وبين الطراونة انه ارسل الى الاتحاد البرلماني الدولي طلب إدراج بند طارئ مقدم من وفد الشعبة الوطنية للمملكة لإضافته على جدول اعمال الجمعية 132 للاتحاد والتي ستعقد في هانوي نهاية الشهر الجاري ينص على "احترام الأديان والرموز الدينية مع احترام حرية الرأي والتعبير".
بدوره اكد رئيس مجلس النواب الهنغاري ان بلاده معنية بتنمية وتعزيز علاقاتها مع الاردن، مشددا على اهمية دور اللجان البرلمانية في كلا المجلسين في توثيق ودفع العلاقات الثنائية خدمة للمصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
وقدر عاليا الاصلاحات الشاملة التي تنفذها المملكة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الحكيمة، مؤكدا تضامن بلاده الكامل مع الأردن للتغلب على الصعوبات التي تواجهها في مختلف المجالات.
وقال ان المجر تنظر الى الاردن كشريك استراتيجي ولذلك نبذل جهودا كبيرة لاستقطاب الطلبة الاردنيين للدراسة في الجامعات المجرية.
ورحب رئيس مجلس النواب المجري بطلب الطراونة المتعلق بتخصيص منح دراسية لأبناء منتسبي القوات المسلحة الاردنية الجيش العربي للدراسة في الجامعات المجرية، معلنا عن تخصيص خمسين منحة دراسية لهم اضافة للمنح المقدمة سابقا، كما رحب باستقبال خبراء من الاردن في مجالات الطاقة للتباحث والاستفادة من التجارب المشتركة وتدريب الطواقم المتخصصة في مجال الطاقة النووية.
واعرب عن سعادته والوفد المرافق بتعزيز وتنمية العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والاستثمارية خاصة في مجالات الطاقة والتعليم ومعالجة النفايات، مشيدا بالجهود التي يبذلها الاردن بقيادة الملك ازاء مختلف قضايا المنطقة خاصة استقباله أعدادا كبيرة من اللاجئين، ووصف الاردن بأنه "جزيرة الامن والاستقرار وسط جو مليء بعدم الأمن والاستقرار".
واكد ان المجر معنية ببناء علاقات وطيدة مع الاردن كونه بوابة اوروبا على الشرق الاوسط بأكمله، فالأردن الدولة الوحيدة والأفضل التي يمكن ان يتعامل معها الاتحاد الاوروبي كشريك للتعاون والتواصل، مشيرا بهذا الخصوص الى دلالات خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في البرلمان الاوروبي الاسبوع الماضي.
وقال ان الحل العسكري وحده لا يكفي للقضاء على الارهاب ما يستوجب اتباع سياسات اخرى اضافة للحل العسكري، لافتا الى ان الارهاب خاصة عصابة (داعش) الارهابية، جعلنا اكثر حرصا على تفعيل الحوار بين الحضارات.
ولفت الدكتور كوفير الى ان موقف المجر من القضية الفلسطينية واضح، وهو دعم المبادرة العربية وحل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، مع ايماننا بأن ذلك لن يتحقق الا بعودة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى مفاوضات حقيقية وصادقة.
(بترا)