طهران وأنقرة... هل اقتربت »القطيعة«؟

تم نشره الإثنين 30 آذار / مارس 2015 01:53 صباحاً
طهران وأنقرة... هل اقتربت »القطيعة«؟
محمد خروب

فيما تتجه الأنظار نحو «لوزان» مع اقتراب اليوم الأخير من آذار (يوم غد) وفيما تتوالى ردود الفعل حول تواصل «عاصفة الحزم»، والأبعاد الجيوسياسية التي قد تُسفر عنها، إذا ما استمرت وتيرتها أو في حال تدخّل أطراف إقليمية أو دولية لصالح هذا الطرف اليمني أو ذاك، تبدو «العلاقة» الفاترة، ولكن ليس الباردة أو المقطوعة، بين طهران وأنقرة هي الضحية الأولى «إقليمياً» لعاصفة الحزم التي ستكون لها ضحايا عديدة، سياسية ودبلوماسية وخصوصاً في مآل التحالفات والاصطفافات الإقليمية المُرشّحة بأن لا تبقى على حالها، كلّما تطوّرت «الحرب» أو خرجت عن مساراتها وأهدافها المحدّدة، والتي بلا شك (الأهداف) ستتأثر بالمدى والأكلاف السياسية وخصوصاً العسكرية التي ستترتب على استمرارها أو تَوْقّفها.. بالطبع.
معروف أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان أول من سارع إلى دعوة إيران إلى «الانسحاب» من سوريا والعراق واليمن، في لهجة غضب غير مسبوقة، ذهب بها الرجل بعيداً، عندما سمّى الأشياء بأسمائها بعيداً عن مصطلحات الدبلوماسية الغامضة أو المتلعثمة، معتبراً أن محاولات الهيمنة الإيرانية «تُزعج» وتثير حفيظة دول المنطقة.. هذه النقلة اللافتة في الخطاب السياسي والدبلوماسي التركي، استدعت بدورها رَدّاً فورياً ساخناً بل عنيفاً من قبل رئيس الدبلوماسية الإيرانية محمد جواد ظريف، ولم يكن اختياره للردّ على أردوغان صدفة, بل مقصوداً لذاته وبذاته, لأن رجل المفاوضات مع «منتدى السّتة» في لوزان, تحت الأضواء الساطعة التي تُلاحقه في حِلّه وترحاله, وتصريحاته تُنْقَل على الهواء مباشرة، الأمر الذي دفعه إلى توجيه «نصيحة» أردوغان بأن يتصرف بحكمة, وخصوصاً أنه ارتكب أخطاء استراتيجية كارثية على حد قوله, في إشارة لاذعة إلى مواقفه المعروفة من سوريا ومصر وليبيا وكردستان.
هو سجال إذاً, بين قوتين إقليميتين كبيرتين لا تُخفيان رغبتهما بامتلاك أوراق المنطقة أو توظيفها لخدمة مصالحهما الاستراتيجية, وخصوصاً في ظل خروج عربي مُعلن من الجغرافيا والتاريخ, أتاح لأكثر من بلد إقليمي ودولي بأن يتدخل في الجغرافية السياسية العربية وأن يتحكّم في بعض ساحاتها وَوَجَدَ – من أسف – من يدعمه أو يؤيده أو يصرف النظر عن خطره، بين العرب أنفسهم, ورغم التنافس الشديد–حدود افتقاد الثقة بين البلدين–وخصوصاً في الملفين السوري والعراقي، إلاّ انهما حَرِصا على ابقاء هذا الخلاف في حدوده الدنيا، وأبقيّا على مستوى عال من التبادل التجاري والزيارات عالية المستوى، ما أثار تساؤلات حول قُدرة البلدين على «تبريد» ملفات الخلاف بينهما، وتقديم مصالحهما التجارية والاقتصادية والحد الادنى من التشاور والتنسيق في الوقت ذاته الذي يبذلان فيه أقصى جهودهما لدعم انصارهما في المنطقة وتوجيه الضربات لمن يعتقد أي طرف منهما، أنه قابل للهزيمة او الانكسار, وكانت «الساحة» السوّرية على وجه الخصوص هي الميدان الرئيس الذي تواجهت فيه طهران وانقرة–وما تزالان–دون ان يبدو على أحد منهما انه تعِبَ او حتى فَكّر بالتراجع او إعادة تقييم مواقفه, في ظل موازين القوى السائدة على «الجبهات» السورية, والتي لا تثبت على خريطة معينة كونها دائمة التغيير والتبدّل.
الى أين من هنا؟
الاصطفافات الجديدة في المنطقة وبروز تحالف عاصفة الحزم، غَيّر كثيراً في المعادلة التي سادت–حتى الان–بين ايران وتركيا، وهي مرشحة لمزيد من التبدل وربما الانهيار، إذا ما حدثت تغييرات دراماتيكية, تُرجِّح كفة هذا المعسكر او ذاك, على نحو قد يدفع بالطرفين الى مواجهة اكثر سخونة «وكُلفة» من مجرد التصريحات والتصريحات المضادة التي يمكن ادراجها تحت باب السجال والمناكفة, وربما تستبطن تهديداً او تحذيراً.. ما يعني ان احتمالات القطيعة غير مستبعدة، الأمر الذي قد يُترجم توتراً عسكرياً او تدخلاً مباشراً في الساحتين المشتعلتين, العراقية وخصوصاً السورية, بعد ان استطاع حلفاء انقرة المُسلّحين وعلى رأسهم جبهة النصرة (المصنفة ارهابية) دخول مدينة ادلب, وربما لاحقاً اعلانها «إمارة» لجبهة النصرة على غرار «دولة» ابو بكر البغدادي في الموصل والرقة، ناهيك عمّا يمكن لمعركة تحرير تكريت ان تسفر عنه من نتائج وتداعيات، بعدما دخلت قوات التحالف «الدولي» على خط المعركة, ما أدى لانسحاب بعض المنظمات المشاركة في «الحشد الشعبي» وما قيل عن «تراجع» التأثير الايراني (عبر هذه المنظمات) في مسارات وصيرورة المعركة.
.. الأيام الوشيكة ستكشف المزيد ومنها اولا اذا كانت زيارة اردرغان المقررة هاذا الاسبوع ستتم ام لا..

(الرأي 2015-03-30)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات