النواب و»الشيك» ليس على بياض

صحيح أنّ هناك الكثير من البرلمانات في العالم يشهد اشتباكات لفظية بشكل دائم، وتعاركات تصل إلى الضرب في بعض الأحيان، ولكنّ مجلس نوابنا يبدو في كلّ جلسة لُغماً أرضياً يمكن أن يثور مع أيّ دعسة مُفاجئة، وللحقّ فهذا لم يقتصر على المجلس الحالي، بل كان سنّة العمل على الدوام، منذ أوّل تطبيق لقانون الصوت الواحد.
هذا صحيح، والصحيح أيضاً أنّ مجلس النواب، الذي يفترض أن يكون قدوة في تطبيق القوانين باعتباره صاحبها، والأنظمة باعتبارها مؤسسة على القوانين، يخرقها ويخرج عليها، والدليل الأوضح أمام كل الشعب الأردني هو التدخين تحت القبة، والدليل الآخر هو إقرار مواد القوانين في جلسات غير قانونية باعتبارها دون نصاب.
هذا النوع الأخير، من الخروج على القانون، مسألة مؤسفة، ويفتح الأبواب واسعة للطعن في المستقبل، وفي خبر لموقع «خبرني» أمس أنّ المجلس أقرّ قانون تنظيم عمل الاذاعات والقنوات الفضائية دون وجود نصاب كاف تحت القبّة، فقد حضر التصويت سبعة وخمسون نائباً، في وقت كان ينبغي أن يكون تحت القبة ستة وسبعون نائباً.
على مجلس النواب أن يعرف أنّ الشعب الأردني لم يعطه شيكاً على بياض، بل انتخبه تحت شروط معيّنة، أوّلها أن يمثّله بالشكل الصحيح، وثانيها أن يُشرّع ما هو لمصلحة الوطن، وثالثها أن يُراقب أعمال الحكومة، ورابعها أن يكون تحت القبة، وخامسها أن يعكس الحوار الداخلي الأردني بالكلمة الحسنة والحجّة، وليس بالتلافظ والتشاتم، وبالاشتباك بالأيدي.
(السبيل 2015-03-31)