إلى أين سيصل الحزم !

تم نشره الخميس 09 نيسان / أبريل 2015 02:37 صباحاً
إلى أين سيصل الحزم !
سميح المعايطة

الظهور المفاجئ لعاصفة الحزم السعودية الجوية ضد الحوثيين في اليمن حرم الكثيرين من طرح أسئلة اعتيادية تسبق أي عملية عسكرية تكون متوقعة، كما انضمام دول عربية وإسلامية عديدة وبسرعة إلى هذا التحالف أعطاه قوة دفع ناتجة عن حرص كل هذه الدول على مساندة السعودية لمكانتها ودورها، وحتى شعبياً فإن كل التأييد الذي أظهره الناس مرده إلى رغبة المواطن العربي في رؤية موقف عربي قوي لم يظهر منذ وقت طويل، إضافة إلى أن إيران هي المستهدف الأول في هذه العملية وهي التي تركت الكثير من الخصوم بسبب سياساتها القومية الفارسية.
لكن بعد مرور ما مضى من أيام وأسابيع منذ إنطلاق العملية العسكرية السعودية الجوية أصبح ظهور العديد من التساؤلات طبيعياً وأولها: ما هي النهاية المطلوبة لهذه العملية؟ وهل ما يجري اليوم من ضربات جوية وتزويد القوات المعادية للحوثيين بالسلاح سيستمر إلى وقت طويل وسيكون هو المشهد الأخير للحرب بشكلها الحالي، أم أن المطلوب هو إضعاف الحوثيين وأتباع علي صالح ثم فتح الباب أمام عملية سياسية، وهل سيكون التدخل البري ممكناً أم هو خيار يتم التلويح به لكن في داخل الجميع قناعة أنه خيار خطير ويعني استنزاف القوات التي ستدخل أياً كانت جنسيتها واستنزاف السعودية سياسياً ومالياً وعسكرياً في حرب طرفها الآخر ربما يفضلها كحرب عصابات وميليشيات، بل ربما تريد إيران أن ترى الجيش السعودي وحلفاءه على الأرض اليمنية وبين جبالها يطاردون عصابات تنتمي إلى مكون اجتماعي ويعيشون في المدن وبين المدنيين، بل ربما يكون أعداء السعودية باليمن ينتظرون الحرب البرية لأنهم يعتقدون أنها حرب استنزاف للدولة السعودية.
وهناك من يسأل عن الهدف الذي عندما يتحقق يمكن بعده اعتبار الحملة العسكرية قد حققت أهدافها: هل هو إضعاف القوه العسكرية للحوثيين ومن معهم! أم إبعادهم عن عاصمة اليمن الجنوبي وتركهم يحكمون اليمن الشمالي، أم المطلوب توجيه رسالة إلى إيران بأن هناك من هو مستعد لمواجهتها والتصدي لها، أم المطلوب ردع الحوثيين عن محاولة المس بالأمن الداخلي السعودي مع قناعة بأن ملف اليمن أصعب من حله عسكرياً بهذا المسار؟!
ما هو مؤكد أن خصوم السعودية من أتباع إيران يحاولون تحويل هذه العملية بشكلها الحالي أو إذا تطورت لحرب برية إلى فرصة لهزيمة عسكرية وسياسية للسعودية وبخاصة أنها تستهل فترة حكم جديدة للملك سلمان، وربما البعض يراهن على الجغرافيا اليمنية وتركيبة الحياة الاجتماعية والسياسية اليمنية في أن تجعل فكرة «النصر» بعيدة عن كل الأطراف، كما أن عدم وجود جيش وطني يدعم الشرعية أمر مقلق، فالجيش هناك جزء من الشرذمة السياسية والقبلية، ولهذا نجد ظهوراً ودعماً لمليشيات شعبية تواجه الحوثيين على الأرض.
أسئلة وتساؤلات كثيرة لكن ما يعنينا أمن الأشقاء في السعودية، وأن تبقى هذه الدولة العربية حاضرة بقوة لأن هذا جزء من توازن واتزان المنطقة.

(الرأي 2015-04-09)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات