إربد وقراها.. ورد وقمح وود !

تم نشره السبت 11 نيسان / أبريل 2015 02:08 صباحاً
إربد وقراها.. ورد وقمح وود !
رشاد ابو داود

بين «...ترحب بكم » و «...تستودعكم السلامة « ثمة مسافة على الارض حددوها بالكيلومترات، وثمة مساحة في السماء لم يحددوها بعد . لكنك وانت ترى اللافتة الزرقاء الكبيرة التي ترحب بك تشعر ان اهل المدينة كلهم وقفوا لاستقبالك وعليك ان ترد التحية بمثلها ان لم يكن احسن منها . لكن ليس هناك ما هو احسن من بسمة شمس على وجه مدينة وجدت لتكون جميلة جديدة ،فيها خير معتق، كلما هطل مطر ضحكت ارضها الولاّدة سنابل حبلى بالقمح، ذهبية بلون ضفائر فلاحة تصحو مع الشمس ولا تغيب في مساءات الحصيدة وشاي الحطب .
تستقبلك اربد بصحن قمح يبدأ من اطرافها .يظل يتسع و يتسع ليصل الى قلب الشام . فتح ذات تاريخ شهية الرومان فجاؤوا على خيولهم من روما .احتلوا الارض والشعب و سرقوا القمح .روما التي لم تعد كل الطرق تؤدي اليها ، صارت طرق كل اللصوص و الغزاة و المجرمين التي تؤدي الينا نحن اهل الشام القديمة . نحن العرب الذين علمنا العالم كيف يحسبون الوقت على شيء اسمه الساعة . هل تذكرون كيف خاف شارلمان قيصرالروم من هدية هارون الرشيد خليفة المسلمين، الهدية الساعة التي ظن القيصر و حاشيته ان شياطين يسكنونها ؟ هل تذكرون من علم العالم علم الجبر و الحساب و الطب ؟من اخرج اوروبا من ظلمات الجهل في العصور الوسطى الى نور العلوم ؟
مهلاً ، نحن لا نعيش في الماضي وامجاده ، نحن نتذكر الماضي لنرى اين اصبحنا والى اي هاوية سقطنا . من حقنا ان نتغنى بالماضي لكن ألا نكتفي بالغناء على ناي حزين . حين نسينا تاريخنا جراء ضعفنا، كتبه اعداؤنا بحوافر خيولهم وبساطير جنودهم ورصاص بنادقهم . وحين تفرقنا عشعش بين شقوقنا النمل و صار بيتنا العربي اوهى من خيوط العنكبوت .
هل رأيتم كيف حين نسينا فلسطين وتركنا لشذاذ الآفاق ارضها و برتقالها وزيتونها ومهدها واقصاها صارت اراض عربية «فلسطينات « بصورة او بأخرى ؟ وكيف حين ابقينا الفلسطينيين في مخيمات «العودة» انتصبت خيام للعرب داخل وخارج اوطانهم واصبح العربي لاجئاً في وطنه وعلى حدوده وخارج حدود سايكس بيكو ؟
لكن ، كما رحل الرومان والتتار و الفرنسيون و الانجليز ، حتماً سيرحل الصهاينة و المستعمرون الجدد يوماً ما .
سهول اربد الخضراء، التي تراها الآن وانت تقترب من المدينة ، تشدك من عنق ضعفك وشعر احباطك وتقول لك : انهض يا عربي . تعلم مني كيف هذا القمح ينبت ، وكيف الجغرافيا لا تستسلم لوحشية التاريخ . هنا وفي كل حبة قمح بسمة امل ، رغيف كان يكفي الكون ، وتاريخ كان يكتب سيرة البشرية بحروف من نور .
وانت تستشق هواء اربد تتفتح رئتاك على مصراعيها، تتفتح شرايين قلبك . تشعر بقوة تصرع كل من يسيء اليها . جمال رباني في التراب الاحمر والورد الذي ينبت على وجناتها . اقطف ما شئت . هنا في اربد، ورد وود وسماء لا سقف لها . اما قراها المنتشرة كالنجوم حول القمر فلها حكاية حب اخرى .

(الدستور 2015-04-11)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات