شرع الله أم شرع الموساد ؟

تتواصل حرب الأكاذيب والتضليل والإزاحات وخلط الأوراق والتناقضات التي تصب كلها في خدمة "تل أبيب" وتنطلق منها .
ففي مذكرات رئيس الموساد الأسبق يعقوب بيري "مهنتي كرجل مخابرات"، والمترجم عام 2001 اعترافات صريحة واضحة حول دور الموساد في خلق أعداء جدد للعرب، بعيدا عن "اسرائيل"، من نمط الاحتقانات الطائفية "شيعة – سنة"، ومن نمط تحويل ايران من "خصم" للعرب إلى عدو لهم "التعبير للكتاب"..
والمهم في الكتاب، هو إشاراته المتكررة لدور الموساد في اختلاق ودعم الجماعات التكفيرية لتفكيك الشرق الأوسط، وتحطيم دوله وشعوبه، مقدمة لفوضى طائفية تحت السيطرة، كما يؤشر الكتاب على تحالفات "سرية" مع دول عربية غنية لم توقع اتفاقا معلنا مع "تل أبيب".
وبالتمعن فيما تؤديه جماعات إجرامية تكفيرية مثل داعش والنصرة وبيت المقدس وأنصار الشريعة، فإن ظلال وبصمات الموساد عليها قوية بل وقاطعة..
وهو ما ينقلنا الى حكاية اعتقال شاب فلسطيني من قبل إحدى العصابات التكفيرية، واعدامه بتهمة التجسس للموساد، فمن السخرية بمكان ان تقوم عصابة من عصابات الجريمة المنظمة المبرمجة اسرائيليا وموساديا، على شكل جماعة ارهابية تكفيرية مثل داعش أو جبهة النصرة، بمحاكمة شاب بتهمة التجسس للموساد..
وسواء كانت التهمة صحيحة أو ملفقة، فمن المؤكد أن الجماعات الارهابية التكفيرية الاجرامية تعج بمئات بل بآلاف الجواسيس المرسلين من قبل الموساد وكل مخابرات الدنيا..
ويشار هنا الى تصريح قديم منسوب لمسؤول امريكي وفق رواية للصحافي الامريكي جريمي سكاهيل مؤلف كتاب "بلاك ووتر"، جاء فيه أن الامريكان ودوائر الأطلسي الفرنسية والبريطانية راحوا يبدلون مرتزقة البلاك ووتر من المكسيك وغيرها، بمرتزقة ملتحين من بلاد "اسلامية وعربية"، فهم أدرى بمزاج المنطقة وثقافتها، وأجورهم أرخص أيضا، وفق التصريح المذكور..
(العرب اليوم 2015-04-13)