خسائر حرائق الأعشاب خطر يداهمنا كل صيف

المدينة نيوز :- مشهد الحرائق الناجمة عن الاعشاب الجافة، بات مألوفا كل عام، مع توالي درجات الحرارة ارتفاعها، معلنة الدخول بفصل الصيف، إذ تطال حرائق الناجمة الاعشاب الجافة، الاشجار المثمرة والحرجية والمحاصيل الحقلية، وتتسبب بخسائر كبيرة على الثروة الزراعية والحرجية، وتنعكس سلبا على البيئة بشكل عام، وتشكل عبئا على كاهل جهاز الدفاع المدني نظرا لامتدادها لمساحات كبيرة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، سجلت بيانات مديرية دفاع مدني محافظة اربد بحسب مدير المديرية، العميد منيب العواوده، خلال الايام السبعة الماضية 26 حادث حرائق لاعشاب جافة، نجم عنها احتراق 140 شجرة مثمرة وضعفها من الاشجار الحرجية، اضافة الى احتراق 120 دونما من المحاصيل الحقلية، التي تشكل بمجموعها خسارة على الاقتصاد الوطني وعلى المزارعين.
وقال العميد العواودة في تصريحات لوكالة الانباء الاردنية (بترا) اليوم الاربعاء، ان هذه الحرائق تتطلب مزيدا من الوعي من المواطن والمزارع والمتنزه على حد سواء، بخطورة التسبب بمثل هذا النوع من الحرائق والعمل على تنظيف الحقول ومحيطها من الاعشاب قبل جفافها، وعدم التخلص منها بالحرق، واللجوء الى علميات الطمر ما امكن، وعدم ترك المتنزهين لبقايا عمليات الشواء مشتعلة والتأكد من اطفائها قبل المغادرة.
واشار الى ان درجات الحرارة المرتفعة وجفاف التربة تساعد على جفاف الغطاء النباتي والعشبي الذي يمتاز بالنعومة والقصر، ما يجعله عرضة للاحتراق، لعدة أسباب أهمها اطلاق اعيرة الصيد، ووجود قطع زجاجية في مناطق الاعشاب الهشة والجافة، إذ قد تتسبب العدسات اللامة للاشعة باشتعال الحرائق، مع عوامل أخرى تتصل بالإهمال وعبث الاطفال.
واوضح ان المواسم التي تسجل ارتفاعا بنسب ومعدلات الهطول المطري، تكون اكثر عرضة واحتمالية لحدوث حرائق الاعشاب، نظرا لاتساع حجم الغطاء النباتي والعشبي، مبينا تسجيل 1465 حادث حريق أعشاب، ما يستدعي مزيدا من الحرص والتعاون مع الدفاع المدني لتجنب إمكانية حدوث حرائق الاعشاب الجافة.
واكد العواودة ان الدور الاكبر يقع على عاتق المواطن سواء كان مزارعا او مصطافا بمساعدة جهاز الدفاع المدني، إذ لا تكفي جهوده وحدها للحيولة دون وقوع الحرائق، رغم جهودها لتعزيز كوادرها وقدراتها على التعامل مع هذه الحرائق، التي تتسم بسرعة الانتشار.
وبين ان المديرية شكلت فرقا خاصة بإطفاء حرائق الغابات والحقول، مزودة بآليات واجهزة متطورة وحديثة مثل اجهزة الاطفاء المحمولة على الظهر وآليات خاصة بالمناطق الجبلية والغابات ودراجات ومعدات اطفاء يدوية فردية مؤكدا ان عوامل الوقاية تبقى هي الاهم.
وقال مدير مديرية الزراعة في المحافظة المهندس علي ابو نقطة، ان كوادر المديرية واقسام الارشاد الزراعي تنفذ حملات مستمرة مع انقضاء فصل الربيع بهدف تقديم المشورة والنصح والارشاد للمزارعين بأهمية التخلص من الاعشاب في حقولهم ومزارعهم قبل جفافها.
واشار الى ان المديرية لا تتوانى عن تقديم الدعم للمزارعين في هذا الجانب من خلال التركيز على رش الاعشاب بالمبيدات التي تقضي عليها قبل تفتح ازهارها وانتشارها بين الحقول والتأكيد على المزارعين بعدم اللجوء الى حرق الاعشاب الجافة بعد تجميعها بل التخلص منها بطمرها في اماكن نائية من الحقل وبعيدا عن عن جوانب الطرق.