عربي للفرس وفارسي للسنة والترك

هل يعرف بعض المتعصبين والمتشددين والتكفيريين وخاصة الذين ينامون ويصحون على حكاية "الفرس المجوس"، ويصمتون عن الخطر العثماني، أن المرجعية الفقهية والفكرية والسياسية "الإمامة" "للفرس المجوس" هي المرجعية العربية القريشية، وأن المرجعية الفقهية والفكرية والسياسية "الحاكمية" للترك وأهل السنة العرب هي مرجعية أعجمية:-
1. إلى ما قبل فتوى الشيخ العربي العاملي الشامي، علي الكركي، بولاية الفقيه 1501 لتبرير سلطنة وحكم الملك اسماعيل الصفوي التركي "جده محي الدين الصفوي الطوسي من القبائل التركية"، كان الشيعة لا يعترفون بأية سلطة، ولا يجيزون أي إمامة قبل عودة المهدي المنتظر وهو الإمام الثاني عشر.
ومن المعروف أن الشيعة يحصرون حق الإمامة والخلافة في عائلة الإمام علي بن ابي طالب، ولا يعترفون بأي إمام خارج آل البيت.
وإذا تذكرنا أن الإمام وآل البيت هم قرشيون أقحاح فإن مرجعية السلطة عند الشيعة بمن فيهم شيعة إيران، هي مرجعية عربية بالمطلق بالنظر إلى نظرية العصمة عندهم.
وليس بالمعنى أن الفرس من دون الأمم الأخرى غير العربية يحتفظون بالأبجدية العربية حتى اليوم.
وقد لا يعرف بعضهم، كذلك، أن المجوسية تتناقض كل التناقض مع الفكر الشيعي، فيما تتقاطع بالعديد من القواسم المشتركة مع التأويلات اليهودية والجماعات المتشددة من أهل السنة، من نمط الخوارج إلى القاعدة وتفريخاتها من داعش ونصرة وغيرهما.
فالفكر الشيعي يتقاطع، بدوره، مع التثليث التموزي والتثليث الفرعوني ومع المسيحية، فيما التأويلات اليهودية والتكفيرية أقرب إلى الثنائيات المجوسية "النور والظلام، الخير والشر …إلخ".
2. مقابل المرجعية العربية القريشية للفرس والشيعة، فإن الأئمة غير العرب "أبو حنيفة الفارسي وابن حنبل "لا يجزم في أصله تركي أم فارسي" هما المرجعية الفقهية والمذهبية للأتراك والأقوام غير العربية وبينهم أهل السنة من بلاد فارس.
ويعود ذلك إلى أنهما، وخاصة أبو حنيفة لا يشترطان للإمامة والخلافة أن تكون من أصول عربية عموما.
(العرب اليوم 2015-05-17)