خطة طويلة الأجل أم إدارة الأزمات؟

تم نشره الثلاثاء 19 أيّار / مايو 2015 02:09 صباحاً
خطة طويلة الأجل أم إدارة الأزمات؟
د. فهد الفانك

اختلـف المعلقون على ما إذا كنا بحاجة إلى رؤية، أم خطة، أم برنامج، أم خارطة طريق. ومن هنا جاءت وثيقة الأردن 2025 لتكون كل هذه العناوين إلى هذا المدى أو ذاك.
نفترض أن مصير وثيقة الأردن 2025 لن يكون كمصير وثائق سابقة كالأجندة الوطنية، التي وضعت على الرف بمجرد خروجها من المطبعة. ونفترض أن الحكومات المتعاقبة ستحترمها، وتوظفها كأداة تتكئ عليها لتمرير قراراتها الصعبة.
توثيق السياسات والإجراءات الحكومية لمدة عشر سنوات قادمة، حتى لو تحلى بالمرونة، يظل خروجاً على الفلسفة المستقرة للحكم في الأردن، التي تقوم على أساس إدارة الأزمات، وإطفاء الحرائق، ولكل حادث حديث.
ظاهرياً يبدو أن إدارة الأزمات ليست أفضل طريقة للتقدم والازدهار، ولكن هذا الأسلوب في الإدارة الأردنية لم يأتِ بالصدفة، بل هو ثمرة التعامل مع أحداث وتقلبات ومفاجآت في بيئة لا تخضع للتوقعات.
لنفترض جدلاً أننا وضعنا خطة لعشر سنوات في عام 2005 وسميناها (وثيقة الأردن 2015) فهل كان ممكناً الاستعانة بها وبالمعلومات والأوضاع التي كانت سائدة في حينها لمواجهة المتغيرات الداخلية والإقليمية والعالمية، السياسية والاقتصادية التي حدثت في السنوات العشر الأخيرة مثل الربيع العربي والأزمة الاقتصادية والمالية العالمية التي لم يستطع أحد أن يتوقعها ويتنبأ بحدوثها.
في بلد صغير كالأردن، محاط بدول كلها أكبر منه وأقوى وأغنى، ويتأثر بما يحدث في المنطقة والعالم، ويفيق كل يوم على مفاجآت تحدث هنا وهناك. ماذا كانت الخطة العشرية ستقول عن القضية الفلسطينية وحكم اليمين المتطرف في إسرائيل، وهل كانت ستتوقع أن يحدث ما حدث في العراق وسوريا ومصر وأن ترسم سياسة جاهزة لمواجهة تبعات الأزمة المالية العالمية.
لا يكمن الحل في نبذ التخطيط والتصور المستقبلي وصياغة الرؤى والبرامج، بل يكمن في الجمع بين الأسلوبين، فهناك خطة لعشر سنوات تفترض حالة الاستقرار والاستمرارية. وهناك في الوقت ذاته قدرة على التحرك الفوري على ضوء الوقائع، فلا يمكن التخلي عن سياسة إدارة الازمات أو التقليل من أهميتها.
تنفيذ الخطط والبرامج مهمة يقوم بها الجهاز الإداري، أما إدارة الأزمات فتحتاج قادة ذوي رؤية ودهاء سياسي.

(الرأي 2015-05-19)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات