في يوم الاستقلال ......
يطيب لنا في هذا اليوم الاغر من ايام الوطن الخالدة على مر التاريخ ان نستذكر التضحيات الجسام التي قدمها الاردنيون جيلا بعد جبل ورووا بدمائهم الزكية ثرى الاردن انه يوم من ايام الوطن الخالدة في الوجدان التي نفخر ونباهي بها جميع الامم الا وهو يوم استقلال وطننا المجيد .
ان الاستقلال واستذكار مرحلة الاستقلال هو رمز لبطولة سطرها أبطال حقيقيين أنجزوا قصة عز وآباء وتضحية وفداء ،أبطالها عظماء وأحداثها غير مسبوقة ، فلنا أن نتخيل تلك المرحلة والظروف غير الاعتيادية التي كانت تمر بها المنطقة ، من استعمار مستحكم على شعوب المنطقة ونوايا مبيتة لتقسيم وترحيل وتبديل ، التقسيم لوطن عربي والترحيل لشعوب من مناطق تواجدها منذ الاف السنين والتبديل لقوميات باحضارها من مناطق شتاتها وتشرذمها وتجميعها في منطقة جغرافيا لاول مرة يأتون اليها لتنفيذ وعد مشؤوم.
في مثل هذا اليوم كانت الضغوطات تزداد وتتعاظم على هذه البقعة من الارض ليخرجها الشرفاء من بين انياب المستعمرين والمتربصين، وتبدأ الحكاية التي تصلح ان تكون مثال يحتذى في بناء الدول وإيصالها لمراتب متقدمة كما نرى الاردن اليوم عمران وتنمية وتقدم وحضارة.
فتلك النقلة النوعية التي احدثت ما بعد الاستقلال وبإمكانات لا اقول عنها الا انها متواضعة ، ولكن ما هو المحرك ما الذي احدث الفرق ؟؟ أقول وببساطة الذي احدث الفرق هو الانسان الاردني، طبيعته وإمكاناته وتحديه لنفسه وحبه لتراب الاردن ، والثقة التي زرعتها القيادة الهاشمية في قدرة الإنسان الأردني على أحداث التغيير وتحدي المعطيات والظروف.
ان معاني الاستقلال قد تمثلت في راية الوطن ، فاللون الأحمر هو لون الدم الذي أزهق من أرواح شهداء الاستقلال واللون الأسود لون الحداد على من ضحى بالنفس والروح ليبقى الأردن ويستمر كما نراه الان ، أما الأبيض فهو بالتأكيد يصور قلوب الاردنيين الطيبة المليئة بالحب والطهر والنقاء ، ويأتي اللون الأخضر ليكون البساط الذي سار عليه من بقي من رجالات الأردن الذين صانوا وحفظوا العهد في طريقهم خلف قيادتهم الهاشمية المظفرة التي صنعت الاستقلال وبلورة مستقبله وكانت الضمانة لبقائه ونمائه.
ان هذا الوطن وجد ليبقى للابد ، بهمة ابنائه وثقتهم بحقهم بالوجود ويكلل جهودنا رصانة وبعد نظر مليكنا الشاب الذي دائما ما يعول على الشباب في حمل الاردن ليكون دائما في مصاف الدول المتقدمة التي تحترم نفسها وشعوبها .
ان الاستقلال يوم فخر وعز ، والاستقلال وقفة لمراجعة ما تم والبناء عليه، ولتكن بوصلة الاردنيين متجهة دائما نحو بر الامان لهذا الوطن الذي عشنا به ، وسيحيى بـه ابنائنا واحفادنا ، ولكل ذلك فلنعمـــل ونحسن الصنيع لان وطننا يستحق منا كل جهد مخلص ولن يضيع اجر العاملين .
فهنيئا لك يا سيدي عيد الاستقلال ، وهنيئا لنا ،نحن شعبك الوفــــي ، بك ، وقد نذرت نفسك لقيادة المسيرة ، بكل حكمة وشجاعة ، لتحقيق الانجاز تلو الانجاز ، وللنهوض بالأردن ، ليكــــون أكثر قوة وعزما .