لماذا الصمت عن الخطر التركي

تم نشره الأربعاء 03rd حزيران / يونيو 2015 02:08 صباحاً
لماذا الصمت عن الخطر التركي
د.موفق محادين

إذ نؤكد، ابتداء على حق العرب في كل شبر محتل من أراضيهم، سواء كان محتلًا من ايران او تركيا أو العدو الصهيوني، فإننا نتساءل بدورنا، لماذا يركز بعضهم على الخطر الإيراني، متجاهلًا تجاهلًا تامًا كل حديث عن الخطر التركي.
ولا يقتصر هذا التساؤل على تيارات معروفة، بل يمتد إلى أوساط يفترض أنها قومية، ولا تفرق بين شبر تحتله ايران وشبر تحتله تركيا أو كينيا "تحتل أرضًا صومالية".
إذا تجاوزنا المعارضة السورية وبعضها "قومي" فأمرها وأجندتها معروفة ومكشوفة، لماذا لا يتحدث أصحاب الرؤوس الحامية ضد الخطر الإيراني، عن الخطر التركي الذي يحتل الإسكندرون "مساحة تعادل خمس دول عربية على الأقل"، ناهيك بـ ديار بكر، ولماذا لا يشيرون إلى "الخريطة التركية الكبيرة" المعلقة في المركز الجغرافي التركي، وتضم حلب والموصل.
والأخطر من ذلك كله، مشروع التوسع العثماني الجديد الذي ينظر إلى سورية كمجال حيوي وولايات عثمانية كما تتعامل ايران مع العراق بالمنطق نفسه، وكما تسعى "إسرائيل" إلى تحويل الضفة الغربية والأردن إلى مجال حيوي لها.
إن المنطق القومي الحقيقي الديمقراطي الحضاري الراقي والخالي من أية رواسب أو كراهيات مذهبية مخزية وشائنة ومعيبة "سنية وشيعية… إلخ" يفترض أن ينطلق من المصلحة القومية والأمن القومي ضد كل الأخطار التي تهدد الأمة، وعليه أن يتحدث عن الخطر التركي العثماني كلما تحدث عن الخطر الإيراني، وعن الطورانية التركية كلما تحدث عن نزعات إيرانية توسعية.
ولا يجوز لأي مثقف أو سياسي قومي عربي يحترم الأمم والقوميات الأخرى أن يهاجم هذه القوميات بحد ذاتها.
فالأتراك والفرس قوميات شريكة في التاريخ والجغرافيا، والمفترض أن نعبر عن اختلافنا مع الأنظمة الحاكمة فيها كلما تعارضت مع مصالحنا، فيصبح من حق أي كائن أن يعلن موقفًا ضد نظام ولاية الفقيه، أو ضد الجماعات الطورانية التركية سواء كانت علمانية أو إسلامية، ولكن لا يجوز أن نفتح معركة على الشعب التركي أو على الفرس الذين استبدلوا المجوسية أول ما استبدلوها بالإسلام السني، وظلت فارس أكبر مراكز السنة في العالم حتى القرن السادس عشر، وهي التي ساهمت في تحرير القدس في المرة الثانية من الغزو "الصليبي"، واستكملت ذلك بتحرير الساحل الفلسطيني كله بعد أن اضطر صلاح الدين للتنازل عنه في صلح الرملة.
وعندما كانت فارس مركز أهل السنة والجماعة كانت بغداد والقاهرة وحواضر الشام مراكز التشيع الفاطمي، وقدمت أهم شعراء وعلماء الأمة "المتنبي والمعري والفارابي"، وكانت المعادلة القومية – الأيديولوجية بل ان الدولة الفاطمية، كانت آخر دولة للعرب الذين خضعوا بعدها لقوميات غير عربية سنية، أكراد ومماليك وأتراك ولعدة قرون.

(العرب اليوم 2015-06-03)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات