انتخابات هناك وموت هنا

استأثرت الانتخابات التشريعية البرلمانية التركية الاخيرة باهتمام غير مسبوق من قبل المتابعين والعواصم الاقليمية والعالمية.

طبعا هذا مبرر فمن يحكم تركيا سيكون له دور في تحديد مساحات حركتها داخل الملفات الاقليمية الساخنة وتحديدا تجاه سوريا وما يجري فيها.

من هنا تناثرت الامنيات في اكثر من اتجاه، فهناك من اشتهى فوز حزب العدالة والتنمية باغلبية مريحة كي يتواصل حلفها مع السعودية وقطر وبالتالي تقترب سوريا من قبضة المعارضة.

أما الجهة الاخرى فقد تمنت نراجع اردوغان وبالتالي التشويش عليه في الملف السوري وهنا تتزايد فرص النظام السوري بالبقاء والاستمرار.

كل ما سقناه سابقا هو موقف سياسي خاضع للتحليل والاخذ والرد، لكنني شخصيا قرأت في الانتخابات التركية جانبا اشعرني بالالم والحسرة.

محزن ان نرى قوميات وامم جارة لنا «ايران وتركيا» – نتمنى لها التوفيق – تستقر وتتداول السلطة بينما نحن نتداول الاتهامات والشتائم على ثارات مضى عليها اكثر من 1400 عام.

محزن ان نرى مجتمعات فيها تفصيلات حادة «اسلاميون وقوميات وعلمانيون» يقبلون بلعبة الصندوق بينما نحن نقتل الصندوق ونغتال الفائز به والخاسر ايضا.

نعم عند جيراننا الاقليميين انتخابات وعندنا جدران من الدم نساهم جميعا ببناء مداميكها على جثث اطفالنا وشيوخنا وعقلائنا.

في كل الدنيا مشاريع الا نحن حتى الاكراد يملكون مشروعهم ورؤيتهم بينما نحن لا زلنا «شلايا» موزعة على اهات الحاضر والمستقبل.

نعم اصابتني الغيرة مما يجري في اسطنبول وتألمت اكثر وانا انتظر فوز طرف على آخر على اعتبار ان الامر سيؤثر في مشهدنا بينما نحن نيام نتأثر ولا نؤثر.

(السبيل 2015-06-08)