أكرِمْ بهاشم
أكرِم بهاشــم وابتهـل تكـريمـــا سنـــوات ذلٍ بعدهـــنَّ طُوينـــا
واخشع بصـوتك في حماهم إنّما نفحاتهــــــم زفّت إليك نبينـــــا
وخَطَتْ على درب العظام قناتهم للمجــــد غاياتٌ لهـــم تحيينـــا
يا ابن الحسين وقد ورثتَ رداءه حزمــاً وعزمــاً صادقـاً وأمينـا
سَلْ هاشمــاً أوَفارقتــــك مكارمٌ يُغـــرى بهــا أم لازمتــكَ حنينا
تأبى المكارم أن تكون لغيركــم حِبّـــاً وتأبــى من سـواك قرينـا
أم المدائن فـاحـتـفـي هـذا الـذي جادت به أم القـــرى فــروينــا
هذا ابن أحمـــد لو بدا لك وجهُه فاحــت لأحمـد بالجـوار سكينـا
فكأنّ طيبــــة عانقـتـــكِ وأننــا رحنـــــا لمكّــةَ أو بهــا قد جينا
يا أيهـــا الملك الـذي بجلالــــه ضنّ الزمان بمثله يأتينـــــــــــا
وُلّيتنـا خُـلُقـاً فـبــاكـرَك العـــلا وأصبتَ من شيم الكرام جنينـــا
شيــــم تعطشها الرجال وقُدّرت لبني الهواشم دونهم وقُضينـــــا
ولقـــد رُفعتَ من المكانة منزلا حِرزاً من المولى عليك حصينـا
تصبـو لهـــــا كل الخلائق بُغية ويجــود فيهــا الحالمـون وتينـا
فحَوتْك أخلاق العظــــام جميعة وغــدوتَ فيهـا سيداً وركينـــــا
وتلي بحق الله لست مُفاضــــلا تَضحى الحقوق إذا أقمت مبينــا
شيّدتَ في عمق الفؤاد مـــــودة وبنيت بالعزم المحال عرينـــــا
وشربت كأس العز ثم أسغتهـــا للنــاس وِرداً لـــذةً فــروينـــــا
ما ضنّ عهدك في العباد سماحة أو كان في الخلق الرفيع ضنينا
إن غالهم خطب طفقت ملبيـــــا إن الخطوب إذا وليت قضينــــا
وبذلتَ لست بما بذلت مسائــــلا وأزلت عنهم بالخفاء أنينـــــــا
هذي القلوب إليك ترنو صبابـــة وإليك تشكــــو لهفـــــةً وحنينا
يا سيداً حاك المروءةَ كفـــــــــه وضميره خط السماحــة دينــــا
إن المكارم ما افترتكَ لباسهــــا أو جاملت فيك المروءة حينــــا
سمحٌ إذا ما بادرتــهُ مهابـــــــة أحسست بأساً فــي يديه ولينــــا
بيمينك الشورى وحلمـك سائـــد وبكفك الخيــــرات أين بنينــــا
لشعاب مكة في وريدك مســــلك لمن ابتغى درب الكرامة دينــــا
ملكٌ إذا حضر الملوك وجدتـــــه بين الملوك أشدهــــم تمكينــــا
ما طاولوك مكارماً ولو ابتغـــوا أو أسرفوا بالمكرمات سنينـــــا
إن أجمعوا لِنداك وصفاً أُرّقــــت لنداك أحــــــلام لهـــــم وعيينا
ساد العشائر بالمكارم فانحنـــت لبنـــــي المكارم أنفس ورضينا
إني لعمري ما حرفتك ناظـــري يومـــاً ولـــم أشهد سواك مكينا
أبداً وما هتفت لغيرك مهجتــــي قسماً لمــن هتفــت إليــــه يمينا
ما المجد إلا في رحابك لحظــــة ما المُلك إلا فـــي جوارك حينا
إن طال سهم العاذلين لحبكــــــم أو نال عزمــاً واهناً يخطينـــا
يا رب ذرهــــم للمكارم غايــــة وأنِرْ لهــم في الشامخات جبينا
يا سادة الدنيــا وأعظم من قـرى يومـــاً وأوفى العالمين بنينـــا
إنا إذا مــال الزمـــان فظلكـــــم قــــــدس وأطيب منزل يؤوينا