الدرس الأول : هناك فرق بين الأخلاق والعاطفة
الدرس الأول :
هناك فرق بين الأخلاق والعاطفة ... الخلوق لديه عاطفة .. العاطفي ليس بالضرورة أن يكون لديه أخلاق ...
الخلوق ينمي خلقه يوما بعد يوم .. العاطفي قد تقل عاطفته أو تزيد حسب المرحلة العمرية - التجارب السابقة - الوضع النفسي - الحالة الإقتصادية والاجتماعية والصحية - القوة البدنية ... الأخلاق سلوك ينمى بالتربية والاهتمام والوعي لأهمية هذا السلوك الذي توصل إليه الإنسان بعد أن عاش تجارب الحياة المختلفة، وتوصل إلى قناعة بفضل وعيه عبر التاريخ مفادها أن السلوك الأخلاقي يصل بالإنسان لعيش حياة كريمة وفيها "شيء من الكرامة " التي يفتقدها الكثير من البشر...
العاطفة جزء من الشخصية .. صفة لا تزول ولا تستحدث من العدم لكنها مرتبطة بشكل كبير بالعنصر المزاجي للفرد ، وبعدة متغيرات ولهذا تعتبر العاطفة شيء قابل للتغير للزيادة أو النقصان .. أما الأخلاق فهي منظمومة مبادىء مجتمعة لا تتغير حسب المزاج والحالة المزاجية والنفسية أو عوامل أخرى ... ومثال على ذلك قد تعطي المتسول قرش لأنك أشفقت عليه أو تأثرت بفقره أو لأنك وجدته ظريف .. وقد لا تعطيه القرش لأنك لا تملك هذا القرش في جيبك .. أو لأنك ترى أنه لا يستحق ذلك " حسب الدراسة الطولية المستمرة لأقل من دقيقة التي قيمته من خلالها " .. وهناك عدة عوامل قد تجعلك تمنحه أو لا تمنحه .. لكن إذا أوقفك متسول وقال لك " أعطني شربة ماء من الزجاجة التي تحملها علما أنكما لا تعيشان في الصحراء وحولكما المدينة بأكملها" فهنا الأمر ليس له علاقة بالعاطفة ؛ لماذا لأنك إن لم تعطه شربة الماء فهذا ليس له علاقة بتقيمك لوضعه المادي وأنه غير محتاج أو لأنك لا تملك ما طلبه منك .. ولا تستطيع أن تقول أنك أيضا محتاج لشربة الماء أكثر منه كونك لست متسول فهذا يعني أنك تحديدا لم تصل لمرحلة " عدم القدرة على تدبير شربة ماء " الأمر هنا مسألة أخلاقية إما أنك لن تعطيه لأنك ستشعر بالقرف منه، أو تعتقد أنه سينقل لك مرض " التسول " الذي يمتاز صاحبه بتجميع كم هائل من فضح الأنفس مما سيؤثر على أدائك النبيل في الحياة الخالي من أمراض المتسولين، أو أنك لن تعطيه لأنك بخيل ولا تعرف معنى أن تعطي شيئا حتى لو كان شيء بسيط ... أو لأنك بالمحصلة وهذه المحصلة تجمع أسباب تنازلك عن " زجاجة الماء خاصتك " أنك لا تعدو أن تكون فرد لا يتحلى بالأخلاق ، رغم أن عاطفتك قد تكون أكبر من عاطفة " مليون إمرأة " و " ألف أم ثكلى " .