الجرح العربي الدرزي !

تم نشره السبت 13 حزيران / يونيو 2015 01:46 صباحاً
الجرح العربي الدرزي !
رشاد ابو داود

« إذا أردت أن تعرف ماذا يجري، يجب أن تعرف ماذا يجري في البرازيل «، كم ضحكنا مع غوار الطوشة على هذه العبارة في ذاك الزمن الذي كان فيه للكلمة وقع الرصاصة وعنفوان الصاروخ ، يوم كانت سوريا ..سوريا ، ومصر مصر ، والعرب أمَّة موحدة ! في وقتها كانت العبارة تعني أن الأوضاع غير واضحة، فلا علاقة لما يجري في البرازيل بما يجري في ايطاليا. وما أشبه أمس باليوم ، فإذا أردت أن تعرف ماذا يجري في وطنك العربي يجب أن تعرف أي عربي أنت ، وإلى أي عشيرة أو مذهب أو طائفة تنتمي . هل أنت سني أم شيعي أم درزي أم يزيدي أم حوثي ؟ هل أنت أردني أم فلسطيني أم مصري أم سوري أم لبناني أم خليجي أم....الخ الخ ؟ أما إذا أردت أن تعرف حدود «وطنك « الجديد فعليك أن تتبع خطوات «داعش» و تحركات « النصرة « و.. تصريحات الناطق باسم البنتاغون المتحدث بلسان اللوبي الصهيوني في اميركا. هو وحده يقرر أين تتحرك داعش، ويقرر لماذا لا توقفها غارات التحالف عند حدها ، والحفاظ على حدود الدول العربية ، هذا إذا كان الهدف فعلا إسقاط « الأنظمة العربية الديكتاتورية « . فإسقاط صدام لم يكن يتطلب احتلال العراق . وإسقاط بشار الأسد لا يحتاج تمزيق سوريا ولا إسقاط القذافي يتطلب بلقنة ليبيا . تثبت الأحداث أن الفراغ الذي تركه أولئك تم إيجاده خصيصا لتملأه القاعدة و داعش و النصرة ( تنظيم القاعدة في بلاد الشام )، وغيرها من أدوات تمزيق الأمة وتشويه الدِّين ، وإلا ما معنى أن يكون تقدم وتراجع داعش والنصرة وهما من جذور القاعدة « موسمياً» ومواجهتهما أيضا موسمية ؟ ما معنى أن تُفتح الطرق أمام داعش لتحتل الموصل ثم الرمادي دون أن يحرك أحد ساكن لدحرها؟! بل لماذا لم تكشف رادارات التحالف وأقمار أميركا الصناعية تحركات داعش ؟! ولماذا تُبعث الحياة في «النصرة» لتحتل إدلب وتتقدم في حلب فجأة بعد أن كانت على وشك الاندحار من الخريطة ؟! هل تم تسليح النصرة ليفتح جرح طائفي جديد في جسد الأمة ؟ نعني الجرح الدرزي لتُرتكب مذبحة في قرية «قلب لوزة «بمحيط ادلب كما أفادت الانباء بأن عناصر التنظيم ذبحوا عددا كبيرا تجاوز الاربعين من رجال القرية الواقعة في جبل السماق، بينهم مشايخ وشبان صغار أمام بيوتهم بسبب « رفض رجال القرية تسليم أبنائهم الذين تتراوح اعمارهم بين 10و 14 عامال» النصرة « بعد أن جمع التنظيم الاسلحة من الاهالي واحتجز القرية رهينة في قبضة المخطط الارهابي تزامنا مع هجومه على مواقع للجيش السوري غرب مدينة السويداء جنوب سورياو المعقل الرئيس للطائفة الدرزية في سوريا .أليست مفارقة أن السويداء ومحيطها تُعرف تاريخيا بـ « جبل العرب « ومنها خرجت ثورة العرب السوريين ضد المستعمر الفرنسي ؟ قلنا مراراً إن المستهدف هم العرب تاريخاً ووجوداً ومستقبلاً . وها هو اليمن أصل العرب يتمزق أيضا بنفس الأداة التي تنخر في العظم العربي في سوريا والعراق وليبيا، وحدهم المخططون يعلمون أين بعد ..؟! 

(الدستور 2015-06-13)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات