الحد الأقصى للرواتب

تم نشره الإثنين 22nd حزيران / يونيو 2015 01:40 صباحاً
الحد الأقصى للرواتب
د. فهد الفانك

حدد قانون العمل الأردني قبل أكثر من ربع قرن حداً أدنى للأجور بمبلغ شهري لا يقل عن 100 دينار ، ثم تضاعف المبلغ بعد ذلك للمحافظة على القوة الشرائية للأجر ، مما يعتبر إجراءً حضارياً وهدفه الحيلولة دون استغلال العمال بسبب حاجتهم للعمل بأي أجر.

لكن القانون لم يقرر حداً أقصى لا تتجاوزه الرواتب ، فبقيت السماء هي السقف ، وانتهز كبار المسؤولين في القطاع الخاص الفرصة فقرروا لأنفسهم رواتب خيالية لا تبررها نتائج أعمال الشركات التي يديرونها.

يصل راتب ومزايا رؤساء ومدراء بعض البنوك الأردنية إلى 900 ألف دينار سنوياً ، أي بمعدل 75 ألف دينار شهرياً ، حتى عندما يديرون بنوكاً توزع على المساهمين أرباحاً بالقطارة أو يضحكون عليهم بالأسهم المجانية.

هيئة الاوراق المالية قامت بواجبها عندما ألزمت الشركات بالتصريح عن مزايا المدراء في التقرير السنوي لاطلاع المساهمين. لكن المساهمين لا يستطيعون فهل شيء لمنع هذا الغلو. والواقع أن انعقاد الهيئة العامة للمساهمين سنوياً ليس اكثر من إجراء شكلي للموافقة على ما هو مقرر سلفاً من قبل المجلس الذي يسيطر على نسبة هامة من رأس المال.

ربما كان للبنك المركزي ومراقب الشركات دور في معالجة الحالات الشاذة كجزء من الحاكمية الجيدة ، حماية لمصالح وحقوق صغار المساهمين ، وربما كان للحكومة أيضاً دور في التعامل مع هذه الحالات عن طريق النص على معدل مرتفع لضريبة الدخل لا يقل عن 50% على ما يزيد عن 100 ألف دينار من الرواتب السنوية.

إذا لم يكن هذا كافياً فإن الإدارة العليا تعطي أعضاءها في نهاية السنة منحة إضافية يسمونها بونص ليس لها حدود.

لإبقاء قدر من المرونة ، وتقديراً للحالات الخاصة ، يمكن أن تصبح الرواتب التي تزيد عن 120 ألف دينار سنوياً ، خاضعة لموافقة الجهة الرقابية ، ذات العلاقة ، مثل البنك المركزي ، ومراقب الشركات ، وهيئة الاتصالات ، إلى آخره.

لو كان مدراء البنوك والشركات يتصرفون بأموالهم الخاصة لما جاز لأحد أن يتدخل ولكنهم يمثلون شركات ويتصرفون بأموال المودعين والمساهمين.

(الرأي 2015-06-22)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات