حـول بـيـان ســفــارة العـــدو

تم نشره السبت 27 حزيران / يونيو 2015 02:23 صباحاً
حـول بـيـان ســفــارة العـــدو
ياسر الزعاترة

لم يكن ما كتبته يوم الأربعاء الماضي، وأثار سخط وهذيان سفارة العدو الصهيوني جديدا، فهو ذات الموقف الذي أتبناه منذ كتابتي في هذه الصحيفة الغراء منذ أكثر من عشرين عاما، الأمر الذي لم يتغير بعد معاهدة وادي عربة 1994، وهو للأمانة موقف يكاد يكون سائدا في الأردن الذي يعيش نبض فلسطين على نحو يتقدم أحيانا على همومه اليومية. المفاجئ هو ردة فعل سفارة العدو، ويبدو أن من كتبوا البيان، أو وجَّهوا بكتابته يعتقدون أن ثمة أجواء في المنطقة تعطيهم فرصة الهجوم “التطبيعي” من أجل فرض وقائع جديدة على الناس، بخاصة في الدول التي تقيم علاقات مع الكيان الصيهوني، وفي مقدمتها الأردن؛ البلد الأكثر تفاعلا مع المشهد الفلسطيني بكل تأكيد. كان البيان مدجج بالوقاحة، ويتحدث كما لو أن العلاقة بين الشعب الأردني وبين المحتلين الصهاينة سمن على عسل، وأن هذا المقال وما يشبهه من مقالاتي فقط ما سيسيء إلى تلك العلاقة، فيما يعلم الجميع أن الأمر عكس ذلك تماما، ليس فقط لأن الجماهير لا تعترف بذلك الكيان، ولو وُقعت معه ألف معاهدة، بل أيضا لأنه كيان متغطرس، لا يلقي بالا لمعاهدات أو تفاهمات، بدليل استمرار القتل والاستيطان والتهويد دون توقف، فضلا عن إدارة الظهر لكثير من الاتفاقات؛ حتى مع الأردن نفسه، كما تقول سيرة العلاقة منذ العام 94، ولغاية الآن، وما يجري في المسجد الأقصى (الذي تشرف عليه الأوقاف الأردنية) بين يوم وآخر شاهد على ذلك. وفي مقابل الوقاحة والصلف في البيان الصهيوني الصادر من سفارة العدو، جاء الرد قويا؛ أولا من صحيفة الدستور التي كان موقفها غاضبا كما عكسه تعليقها الذي نشرته الخميس، وهو ما كان متوقعا منها ومن رئاسة تحريرها، وبعد ذلك جاء البيان الذي أصدرته نقابة الصحافيين أيضا، والذي كان متوقعا كذلك، ورفض بوضوح كل التدخلات الصهيونية فيما يتصل بالإعلام وحرية التعبير، وما تبع ذلك من مواقف وبيانات من فعاليات نيابية ومجتمعية كثيرة. كانت تلك مواقف ضرورية؛ ليس لأجل مقال أو كاتب، بل لأن التساهل في هذا الأمر، يعني منح المجال لمزيد من جرأة سفارة العدو، وصولا إلى الاعتراض على خطب المساجد، وسائر المنابر المجتمعية الأخرى، وهو أمر لا يمكن أن يكون مقبولا بحال من الأحوال، ولا أعتقد أن أحدا يمكنه التسامح معه. ويبقى الشكر موصولا لكل من رد على هذا الصلف، بأي طريقة كانت، بخاصة في مواقع التواصل، لأن ذلك هو حق فلسطين علينا، وحق الأردن أيضا، مع أنها قضية واحدة، ولا يمكن السماح للعدو بأن يملي علينا قناعاته؛ لا اليوم ولا غدا، وسيبقى صراعنا معه قائما حتى ينجلي غباره عن أرضنا، ويعود أهلها إليها والحق لأصحابه، وهو ما لا نشك أبدا في أنه سيحدث، مهما طال الزمن.

(الدستور 2015-06-27)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات