عبد المنعم الحوراني ومعاذ الكساسبة

قبل ايام وخلال هجوم لتحالف الجماعات التكفيرية والاسلام الامريكي على مدينة درعا، سقطت قذائف على سوق مدينة الرمثا الحدودية، فاستشهد شاب وجرح آخرون.
فأما الشاب الشهيد، فهو مهندس حديث التخرج (عبد المنعم الحوراني) وهو ابن لعامل رمثاوي كادح وعصامي، علم اولاده بكد وجد نظيفين، ولم يلوث يده باموال فاسدة او مأجورة، وكان مضرب المثل بالكرامة والاخلاق، وقد سقط عبد المنعم وهو يعمل في السوق في محل للحلويات دعما واسنادا لوالده وعائلته التي كانت تنتظر تخرجه على أحر من الجمر. وأيا كان مصدر القذيفة العمياء، فليس مقبولا على الاطلاق ان يدفع العمال والفلاحون وابناؤهم ثمن المغامرات والصفقات السياسية لاي كان، فيما ابناء الاثرياء يسرحون ويمرحون في الاحياء الغنية والعواصم الاوروبية…
وكان على القوى والجهات الاردنية الحكومية والشعبية ان لا تتأخر في واجبها الاخلاقي والوطني وان تعتبر الشاب المهندس، عبد المنعم الحوراني، شهيدها وان تتوافد على بيت العزاء زرافات ووحدانا، وكان على بلدية الرمثا ان تسارع من تلقاء نفسها لاطلاق اسم عبد المنعم على احد شوارعها او على المدرسة التي تخرج منها او المدرسة التي عمل فيها والده وهو يخدم الجميع بكل امانة.
كما تتحمل المنابر الاعلامية المختلفة مسؤولية اخلاقية مماثلة بالاهتمام بهذه الحادثة عوضا عن التقليل من شأنها او الصمت عليها او انتظار زيارة هذا المسؤول او ذاك..
فالشهيد عبد المنعم الحوراني قد يكون اول الدم وليس شهيد قذيفة عمياء ليس لها من قبلها ولا بعدها وليكن دمه مناسبة لقرع جرس الخطر وتجنبه قبل ان يقع الفأس في الرأس.
ولنتذكر ايضا ان دم الحوراني لا يختلف عن دم الشهيد البطل الكساسبة، فقد سقطا في معركة واحدة عنوانها الخطر التكفيري وجماعات الاسلام الامريكي.
(العرب اليوم 2015-06-29)