جهاد ام جنون !
قال إمام الدعاة فضيلة الشيخ محمد الشعراوي رحمه الله
كنت أناقش أحد الشباب المتشددين فسألته: هل تفجير ملهى ليلي في إحدى الدول المسلمة حلال أم حرام ؟
فقال لي : طبعا حلال وقتلهم جائز .
فقلت له : لو أنك قتلتهم وهم يعصون الله ما هو مصيرهم ؟
قال : النار طبعاً ..
فقلت له : الشيطان أين يريد أن يأخذهم ؟
فقال: إلى النّار طبعاً
فقلت له : إذن تشتركون أنتم والشيطان في نفس الهدف وهو إدخال النّاس إلى النار.... ويحكم... فالدين برئ منكم..ومن معتقداتكم....
وروى الإمام البخاري - رحمه الله - في صحيحه أيضًا من حديث أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرِضَ, فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ, فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ, فَقَالَ لَهُ: أَسْلِمْ, فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ - وَهُوَ عِنْدَهُ - فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْلَمَ, فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنْ النَّارِ.....
الى من يدعون الاسلام ويتشدقون بنصرته ليل نهار..الى قطاع الرؤوس وحراق الاجساد.. الى من فسدت عقولهم وتبدلت انسانيتهم وادخلو في نفق مظلم سيصل رقابهم الى النار.. الى اهل التكفير والتهجير والقتل.. الى اهل السنة والشيعة .. الى العالم اجمع هذه هو ديننا وهذا هو الاسلام.. فما بعث محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الا لهداية الناس وإنقاذهم من النار......
أنتم في واد والحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في واد اقولها وقلبي يتقطع من فضاعة ما يبث في الاعلام والله !!!
رحمك الله ياشيخ شعراوى.. ورحم الله العلماء من امثالك الاطهار وما احوجنا اليكم اليوم ففد اصبحت الفتن من حولنا كقطع الليل المظلم......
سؤال موجه الى من يفجر نفسه في مسجد او يشجع على ذلك ويفتي بذلك.. سواء في مسجد لاهل السنة او الشيعة... الى اين انتم ذاهبون ومن غسل عقولكم حتى وصلتم الى هذه الحد من الجنون يجول في خاطري منذ ان سطع نجم التفرقة بين المسلمين ..هل اذا قتل جميع السنة ستتحرر فلسطين وهل اذا قتل جميع الشيعة ستتحرر بغداد والشام ويعود لهما الامن والامان ....
المعتوه الذي فجر نفسه في احد مساجد الكويت الشقيق وقتل اكثر من 20 مسلم قبل يومين وهم ركع سجد اخ للمعتوه الذي يقتل مسلما لان اسمه عمر او يزيد او ابو بكر...
الداعشي الذي يقطع راس عالم دين لانه افتى للناس بجواز صلاة التراويح في الموصل .. اخ في الكفر لمعتوه اخر من كتائب ابو الفضل العباس الذي دمر منزلا على ساكنيه لان احدهم قال له عمر خليفة رسول الله ..فلا تسبه ...
ما يجرح القلب ويدمي العين ان هذه النهج التكفيري اصبح يستقطب جزء من ابناء المسلمين وعلامنا العربي منشغل اما في ( رامز واكل الجو ) ... او في زرع الفتنة وتصوير جهلهم هذا وضلالتهم على انها جهاد وتحرير.....
سواء داعش او النصرة او ابو الفضل العباس او احرار الشام او جند الله اوفيلق بدر او جيش المهدي ا وسرايا الاسلام..,,من قتل منكم مسلم يشهد بالعبودية لله فعليه لعنت الله وعلى من يدعوه لذلك الى يوم الدين...
اختم مقالي بكلام قد يصل الا عقول اهل السنة والشيعة....
اولا...حرَّم الإسلام القتل بغير وجه حق وجعله من الكبائر، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا).. واوحه الحق معروفه في الكتاب والسنة...فلا يكون القتل على العموم....
ثانيا .... فمن استحل سب الصحابة فقد كفر؛ لأنه من إنكار ما علم من الدين بالضرورة، ومن سب جميع الصحابة أو جمهورهم إلا نفرًا يسيرًا، أو سب واحدًا لصحبته فقد كفر.,,فمن يسب سيدنا عمر او ابو بكر فهو ليس منا ولا نحن منه..وهو كافر باجماع اهل الدين....
ثالثا ... الواجب الحذر من إطلاق الكفر على طائفة أو شخص معين حتى يعلم تحقق شروط التكفير في حقه وانتفاء موانعه.
واخص بالذكر هناما يقال حول تكفير الشيعة على العوام فإن الشيعة فرقٌ شتى، ذكر السفاريني في شرح عقيدته أنهم اثنتان وعشرون فرقة، وعلى هذا يختلف الحكم فيهم بحسب بعدهم من السنة، فكل من كان عن السنة أبعد كان إلى الضلال أقرب...والله اعلم ...