في ذكرى صمتك الثانية
عامان لا يكفيان للدمع والنشيد .....عامان وأنت نائم على ربوة لا تبعد قيد الرمح عن (الصهوة).. نمت فيها ثم أوكلت للريح مهمة ألأرجحة: بين غمام رطب ملىء بالوسم، وبين شمس صيف تنقلك من جديد الى تاريخك المتعب القديم... بين قومية أنهكتك في سبيلها الشعارات والهتافات والمؤتمرات ثم ألقتك على قارعة السجون، وبين خيل جامحة نازلت على ظهرها أعداء الأمة: الجهل والأمية والجوع..
عامان لم يمكنك فيهما أن تجأر كما فعلت في الكرك ذات يوم، بأن تجار السياسة وتجار المواقف وتجار الظروف طامعون في الوطن وفي العروبة...عامان وأنت تتغافى وأحلامك في الوحدة تتهاوى على وقع ضربات سيوف صدئة مهترئة من الطائفية البغيضة، ومن وجه الارهاب المقيت، عامان أيها المناضل ورحيلك المر ندبة غائرة في جبين الذين كنت تكدّ من أجل حريتهم وتعليمهم ومدارسهم..
عامان دون قنصة، ودون تبغ شهي ودون غليون، عامان دون زفرة موجعة على بغداد ودمشق، دون صوت شجي يغني للقاهرة ولفندق صغير سكنته هناك....عامان دون روحك الوثّابة وصمتك البليغ...
عامان وصوتك المدوّي يعيد التأكيد: أن الأمة لن تموت وإن أعملت رماح الغدر طعنا في الظهور والنحور، وأن مارد عروبتها سيخرج من جديد، للرصافة وللقاهرة وللطفيلة ودمشق، عابقا بمجد جيلك وطهره وعروبته...
أبي يا أبي..... إن تاريخ طيبٍ وراءك يمشي، فلا تعتب ..
على اسمك نمضي، فمن طيبٍ شهي المجاني، إلى أطيب .....
حملتك في صحو عيني.. حتى تهيأ للناس أني أبي ..
أشيلك حتى بنبرة صوتي فكيف ذهبت.. ولا زلت بي ؟