تحول خطير في مصر

قبل شروعنا في قراءة الجهات المستفيدة من اغتيال النائب العام المصري هشام بركات لا بد من أن ندرك أننا نقف أمام تحول خطير له ما بعده.
عملية الاعتقال جديدة نوعية وثقيلة، وتوحي أننا أمام تحول في طبيعة الصراع الجاري على الارض المصرية، وتنذر بموجات من العنف والاغتيالات والاعتقالات التي قد تذهب بمصر نحو مزيد من الفشل.
الأهم ان نحاول فهم تداعياتها وكيفية تصرف أطراف النزاع الثلاثة تجاهها، فالسلطة متألمة ومتهمة وستستفيد والاخوان متهمون وثمة تداعيات ستنالهم.
أما الجهة الثالثة المتمثلة بالجماعات المتشددة فهي الاكثر سعادة بإدخال مصر الى مرحلة الفشل والامننة والعرفية ولعلها كانت تنظر مثل هذه اللحظة.
السلطة ستستغل الحدث لتأكيد روايتها أن كل الاسلام السياسي هو ارهاب، وقد سارعت الى اتهام الاخوان بالعملية محاولة حث الجميع على استهدافهم.
السيسي يعرف انه لا سبيل لاستئصال الاخوان من المجتمع الا بعسكرته ورفع مستوى رفضه لهم، وهنا سيلعب على نغمة الارهاب التي أطلت برأسها منذ زمن وتعاظمت مع قصة الاغتيال.
الاخوان بدورهم نفوا التهمة ودانوا العنف وسجلوا نقاطا على الانقلاب وحملوه المسؤولية وهنا اتساءل كم سيسمع لحجتهم من المصريين وكم سيتهمهم من المصريين.
المؤسف اننا ومن خلال متابعتي لردود الفعل لم استمع لمن ينظر للحدث كمحفز وبداية للدخول في مصالحة وطنية وتسوية سياسية كبرى.
«مصر الى المجهول» هذا هو العنوان الرئيس لقادم الايام هناك في المحروسة، فالكل متمترس على قناعاته والخاسر الوحيد هي البلد.
(السبيل 2015-07-01)