ارتفاع المديونية معرفة السبب لا تبرر النتيجة

تم نشره الخميس 09 تمّوز / يوليو 2015 01:49 صباحاً
ارتفاع المديونية معرفة السبب لا تبرر النتيجة
د. فهد الفانك

في مقابلته التلفزيونية مع قناة (العربية) أثبت رئيس الحكومة الدكتور عبد الله النسور بأنه يدرك خطورة المديونية ، ويعرف أنها نقطة ضعف تتحمل الحكومات المتعاقبة مسؤوليتها بما فيها حكومته ، ومن هنا جاء دفاع الرئيس عن سلوك الحكومة في هذا المجال بالتأكيد بأن الدين العام لم يرتفع فلساً واحداً في عهد حكومته ، وأن كل الزيادة في حجم المديونية خلال هذه الفترة ناشئ عن دعم الكهرباء وتغطية خسائر شركة الكهرباء الوطنية بقروض مصرفية تكفلهـا الحكومة ، وتضاف إلى المديونية.

أما أن معظم الزيادة في المديونية يعود لخسائر الكهرباء والعجز عن تسعير الكهرباء بما يغطي الكلفة ، والسرقات للتيار من قبل جهات متنفذة ، فهذا صحيح ولكنه لا يعني أن المديونية لم ترتفع بأكثر من ذلك.

بالعودة إلى موازنات السنوات الماضية نجد هناك عجزاً بلغ 585 مليون دينار في سنة 2014 ، وبلغ 1313 مليون دينار في 2013 ، أي ما مجموعه 9ر1 مليار دينار في سنتين تمثل الفرق بين الإيرادات ، بما فيها المنح الخارجية ، وبين النفقات العامة الجارية والرأسمالية. هذا الفرق تمت تغطيته بالاقتراض وزيادة المديونية ، مما لا علاقه له بخسائر الكهرباء التي تعالج خارج الموازنة. وكأن دعم الكهرباء ليس جزءاً من النفقات الجارية.

زيادة المديونية في سنة 2014 مثلاً جاءت من مصدرين: أولهما خسائر الكهرباء وقد بلغت 1179 مليون دينار وثانيهما عجز الموازنة العادية البالغ 279 مليون دينار. الفروقات الحسابية ناشئة عن تحركات ودائع الحكومة بالزيادة أو النقص حيث تمت تغطية 306 ملايين دينار بالسحب على ودائع الحكومة في البنوك أو باقتراض مبالغ تقل أو تزيد عن خسائر الشركة.

تحديد السبب في ارتفاع المديونية ، وهو خسائر الكهرباء ، لا يبرر ارتفاع المديونية ، وكل ظاهرة اقتصادية أو مالية لها أسباب ، ومعرفة الأسباب لا تبرر النتائج ، فإذا قلنا أن عجز الموازنة سببه رواتب التقاعد أو دعم الخبز فلا يعني ذلك أن العجز مبرر ، فالأسباب نفسها قابلة للعلاج.

خسائر الكهرباء وتكاليف الدعم ليست مفروضة على الحكومة ، والتعامل معها جزء من إدارة الاقتصاد الوطني ، والمفروض أن الحكومة لا تمد رجليها بأكثر مما يسمح به فراشها ، وأن لا تدعم الاستهلاك من أموال الدائنين.

(الرأي 2015-07-09)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات