نصر الله والطريق للقدس

ما زال أمين عام حزب الله اللبناني الشيعي حسن نصر الله يحلم أن خطابه قد يلقى صدى في نفوس الجماهير العربية؛ فهو يعلم انه لم يعد عابرا للجغرافيا او الطوائف.
رغم ذلك يطل علينا في يوم القدس عندهم – اي الجمعة الاخيرة من رمضان – ليمارس منطق الأستاذية في الخطاب معبرا عن ما يجب وما لا يجب.
السيد فاجأنا بحقيقية جديدة تقول إن من لا يحب إيران لا يحب فلسطين؛ فالبوصلة نحو فلسطين تكون وجدانيا واستراتيجيا مرتبطة بطهران.
الرجل مهووس في فتنة السنة والشيعة، فهو يعيد إنتاج خطابه تجاه «اسرائيل» على أساس من التفصيل الطائفي، ويريد الايمان بشرطه في تحرير فلسطين وهو الرضا والقبول بما تريده إيران.
لم يكتف نصر الله بهذا بل أعلن ان الطريق للقدس يبدأ من القلمون وحلب والزبداني، ولعمري هذا إقحام طائفي أعمى يدل على حجم التغيرات التي باتت تسيطر على خطاب الرجل.
الطريق للقدس يا حسن نصر الله لا يكون بالبراميل المتفجرة وقتل الاطفال وتهجير الناس، القدس بريئة من كل ذلك، ولا يمكن لها ان تقبل بهكذا منطق.
هناك خلط في خطاب الرجل فهو لا يقبل بأحد ويقصي الجميع، ويجعل من بقاء واستمرار نظام بشار الاسد طريقا وحيدا لتحرير القدس وفلسطين.
الأهم الذي يجب ان نعرفه ان خطاب نصر الله لم يعد مقاوما، وهو يحاول توظيف إرثه المقاوم في خدمة الطائفة، وهذا يشكل مزيدا من الانكشاف أمام الحقيقة.
(السبيل 2015-07-12)