تحولات مهمة

على ما يبدو أن اتفاق ايران مع الغرب على مشروعها النووي سيكون له ما بعده، فالمنطقة تتحسب وتترقب والهواجس تتطاير والتطمينات لا ترقى لمستوى قلق البعض.
الأكثر إزعاجا جاء من الرئيس أوباما في مقابلته مع الصحفي الشهير «فريدمان»، فحصيلة اللقاء توحي بتبدلات جوهرية في موقف الولايات المتحدة من اطراف النزاع في المنطقة.
فحين يسأل الرئيس الاميركي عن التطرف الشيعي والتطرف السني أيهم أشد خطرا؟ فيجيب ان ايران تسيطر على تطرف الشيعة وتتحكم به وان السنة يفتقدون هذه الميزة.
هذا يعني أن ثمة تغيرات فكرية وثقافية عميقة سيكون لها اثرها على سياسة اميركا في المنطقة وانها تعتبر ايران طرفا عقلانيا يمكن أن يحكم المنطقة مع «إسرائيل».
هذه التبدلات باتت واقعا لا يمكن تبديدها من خلال زيارة وزير الدفاع الاميركي للمنطقة، فاللعبة اكبر من مجرد تكتيكات مرحلية لقد دخلنا عالم استرتيجيات جديد.
المهم الان كيف سنتصرف تجاهها وما هي خططنا لمواجهتها وهل نملك سبيلا لذلك غير التباكي والتصريحات الفارغة غير المجدية.
للاسف الاجابة اننا لا نملك خططا للمواجهة، فالخليج العربي مرتبك ولا زالت محاولاته تنصب على الطرف الاميركي كي يغير رأيه وهو ما لن يحدث.
أردنيا نحن مدعوون الى قراءة هذه التغيرات بروية وعمق وتأنٍ، ولا بد من وضع مصالحنا في سياق من المصلحة العربية المشتركة، فالتنسيق اليوم مع الاشقاء مطلب حيوي ومصلحة وطنية عليا لا يمكن تجاهلها.
(السبيل 2015-07-22)