شركات صاعدة وأخرى هابطة

لمدة ستين سنة دون انقطاع كانت ومازالت مجلة فورتشن تنشر سنوياً قائمة بأكبر خمسماية شركة أميركية. وفي كل سنة كانت تسقط بعض الشركات من القائمة لتدخلها شركات أخرى ، ففي الاقتصاد الديناميكي شركات صاعدة وأخرى هابطة ، علماً بأن بعض الشركات تخرج من القائمة ليس لان نشاطها تراجع بل لأن شركات أخرى ، منافسة لها ، تقدمت بسرعة أكبر فتجاوزتها.
ليس هناك نمـط واحد للمؤشرات المالية للشركات الخمسماية الكبرى ، فالمجلة ترتب الشركات مبدئياً حسب حجم مبيعاتها (إيراداتها) ، ولكنها تصنفها أيضاً في جداول فرعية حسب حجم أرباحها ، أو مجموع أصولها ، أو حجم حقوق الملكية فيها ، أو قيمتها السوقية.
هذه المؤشرات لا تسير باتجاه واحد ، فالشركة الأولى في مجال المبيعات تقـع في المرتبة الثامنة في الأرباح ، والمرتبة 35 في مجموع الأصول ، والمرتبة 15 في حجم حقوق الملكية ، والمرتبة الثانية في قيمتها السوقية.
أما الشركة الأولى في مجال الأرباح فإنها تقع في المرتبة الخامسة في حجم المبيعات ، والمرتبة 82 في مجموع الاصول ، والمرتبة السابعة في حقوق الملكية ، والمرتبة الثالثة في القيمة السوقية.
لا توجد في الأردن محاولة مماثلة لتحديد مراتب الشركات بهذا الشكل إلا فيما يتعلق بالبنوك ، حيث يقـوم اقتصاديان أحدهما من البنك الاردني الكويتي ، والثاني من البنك الاهلي الأردني ، بإعداد قوائم تصنيف البنوك حسب مختلف المؤشرات.
وكنا في وقت ما نقرأ أسبوعياً في جريدة (الرأي) قائمة بأكبر 30 شركة أردنية ، مرتبة حسب قيمتها السوقية ، ولكنها غير مصنفة حسب المؤشرات الأخرى. ولأمر ما توقف نشر هذه القائمة التي كانت تشهد حركة صعود وهبوط ، بل وخروج من القائمة لإفساح المجال لشركة أخرى أسرع نمواً في قيمتها السوقية.
هدفنا من هذه المعالجة السريعة مزدوج: أولاً دعوة مراكز وأقسام البحث المالي ذات العلاقة لإعداد قائمة الشركات الأردنية الكبرى حسب مؤشرات مختلفة على طريقة مجلة فورتشن. وثانياً لفت النظر إلى مستوى ديناميكية الاقتصاد الأردني ، حيث تشتد حركة الصعود والهبوط ، وتتغير مراتب الشركات بمرور الوقت حسب مستوى إنجازاتها ونجاح أو فشل إداراتها.
(الرأي 2015-07-23)