بعد السياحة والإسكان الدور للصناعة

تم نشره الإثنين 27 تمّوز / يوليو 2015 01:06 صباحاً
بعد السياحة والإسكان الدور للصناعة
د. فهد الفانك

أخذت الحكومة مؤخراً تتناول القطاعات الاقتصادية واحداً بعد الآخر بقصد التنشيط وتسهيل الإجراءات وحفز النمو.

كانت البداية في قطاع السياحة حيث تم تخفيض تعرفة الكهرباء على الفنادق التي كانت تكلف عشرة دنانير يومياً للغرفة الواحدة، إلى جانب إعفاءات سخية من رسوم التأشيرة (الفيزا) والضرائب الأخرى الخاصة بالمجموعات السياحية.

بعد السياحة تناولت الحكومة قطاع الإنشاءات (العقار والإسكان) فاعفت الشقق التي لا تزيد مساحتها عن 150 متراً مربعاً من رسوم التسجيل حتى نهاية هذه السنة، وتخفيض أقل لغاية 180 متراً مربعاً، ومجموعة من الإعفاءات والتسهيلات الأخرى.

في الوقت ذاته التزم رئيس الحكومة بتناول قطاعات أخرى على التوالي سيكون في مقدمتها قطاع النقل البري والجوي.

لأمر ما لم يأتِ ذكر قطاع الصناعة التحويلية واستهدافه للتحفيز والتنشيط، مع أنه بأشد الحاجة لوضع مشكلاته على طاولة البحث.

ليس لدى الحكومة جدول أولويات لبحث شؤون مختلف القطاعات، فهي تتجاوب مع الضجة التي يطلقها قادة القطاع وما يعلنونه من التذمر والضغوطات لحلحلة الأمور وتسهيل الاعمال. فقد رفع قادة السياحة أصواتهم وحصلوا على مكاسب ذات قيمة، ورفع الإنشائيون ومستثمرو العقار والمساكن أصواتهم وحصلوا على مكاسب، أما أصوات الصناعيين فما زالت دون استجابه مع أن مشكلاتها حادة وتستوجب العلاج دون إبطاء.

لم نسمع من أصحاب القطاعات التي نظرت الحكومة إلى أحوالها وأخذت قرارات بشأنها، ولكن الموقف الطبيعي لهؤلاء هو الترحيب بالإجراءات الحكومية واعتبار أنها تأتي بالاتجاه الصحيح ولكنها غير كافية.

الأسلوب الرسمي المعمول به هو الاعتراف بالمشكلات ومحاولة علاجها برش المال عليها تحت باب الإعفاءات التي تقدمها خزينة تعاني من العجز وتبحث عن المزيد من الإيرادات. وحتى تاريخه لم نشهد إصلاحات هيكلية وتشريعية تذهب بالعمق وتسهل الإجراءات لتعطي نتائج أبعد من نهاية السنة الحالية.

الاختبار الحقيقي لإرادة الحكومة هو التصدي لمشاكل الصناعة، الأمر الذي لا تحله الإعفاءات المتوفرة أصلاً، بل تتطلب تغييراً في بيئة العمل، ومراجعة اتفاقيات التجارة الحرة غير المتكافئة التي عقدت مع بلدان أكثر تقدماً، أو تحظى منتجاتها بدعم مباشر أو غير مباشر، ويشمل ذلك الاتحاد الأوروبي، كندا، تركيا، دول الخليج العربي إلى آخره.

(الرأي 2015-07-27)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات