في صيدليات الزرقاء .. ادوية منتهية الصلاحة وتفاوت بالاسعار

المدينة نيوز - : شكا عدد من مواطني الزرقاء من رفع بعض الصيدليات لأسعار الأدوية وتباين الأسعار بين صيدلية وأخرى، اضافة الى بيع أدوية منتهية الصلاحية.

وبينوا ان بعض الصيدليات تبيع أدوية بسعر مرتفع مدعية أن ذلك هو سعرها الحقيقي ومبرزة (الليبل) الملصق على علبة الدواء، بالرغم من وجود صيدليات تبيع نفس الأدوية بسعر أٌقل مع وجود (ليبل) يبين التسعيرة، وسط استغراب ودهشة العديد من المواطنين لهذا التباين في الأسعار بين صيدلية وأخرى.

وقال الخمسيني أحمد رضوانبحسب بترا ، انه اعتاد على شراء الرانيدين من صيدليات احدى مناطق الزرقاء بثلاثة دنانير للعلبة الواحدة، معتقدا أن هذا هو سعره الحقيقي، ليشتريه لاحقا من صيدلية أخرى بدينارين و30 قرشا فقط حسب التسعيرة الملصقة على علبة الدواء، فيما أشار حسان محمد الى انه ابتاع أحد ادوية الاحتقان ليتفاجأ بعد وصوله الى البيت وتفقد علبة الدواء بأنه منتهي الصلاحية، حيث عاد الى الصيدلية لإرجاعه، الا ان الصيدلي رفض ذلك مدعيا ان لكل دواء فترة صلاحية تمتد لثلاثة أشهر بعد انتهاء تاريخ الصلاحية.

وأضاف حسان انه لم يقتنع بكلام الصيدلي "وتبريراته الواهية واضطر لرمي الدواء وشراء دواء آخر من صيدلية أخرى صالح للاستعمال"، لافتا الى ان إحدى صيدليات القطاع الخاص باعته دواء مخصصا لمرضى السكري البالغين مع أن الطبيب وصف دواء لطفلته البالغة من العمر سنتين، مشيرا الى مراجعته للطبيب المعالج واطلاعه على الدواء أنقذ طفلته من عواقب صحية وخيمة لا تحمد عقباها لو تم استعمال الدواء، حيث أقر الصيدلي بالخطأ وتم استبدال الدواء.

مدير صحة الزرقاء الدكتور تركي الخرابشة أكد ان هناك برنامج رقابة دوريا على كافة الصيدليات في المحافظة والبالغ عددها قرابة 403 صيدلية، بما فيها صيدليات المستشفيات الخاصة، مشيرا الى ان المديرية أغلقت منذ بداية العام الحالي 4 صيدليات بسبب وجود أدوية مخالفة وأغلقت 6 أخرى لعدم وجود صيدلي مسؤول، وتم تحويل 9 صيدليات الى المجلس التأديبي لعدم وجود صيدلي مسؤول أثناء التفتيش، وتحويل صيدلية أخرى لبيع أدوية منتهية الصلاحية، كما تم تحويل 5 صيدليات الى المجلس التأديبي لعدم الالتزام بالعطلة الأسبوعية المخصصة، وتحويل مواطن الى المحكمة لوجود أدوية في منزله بقصد الاتجار، وتحويل بائع متجول الى المحكمة لوجود أدوية مخالفة لديه والاتجار بها.

ودعا الخرابشة المواطنين الى طلب فاتورة لكل دواء يتم شراؤه من أي صيدلية والانتباه لتاريخ صلاحية الدواء، حيث ان المديرية تتخذ الاجراءات القانونية اللازمة بحق أي صيدلية يثبت بيعها لأدوية منتهية الصلاحية، مشددا على عدم التساهل مع أي تجاوزات قد تحصل.

بدوره أوضح رئيس فرع نقابة الصيادلة بالزرقاء الدكتور أيمن محمد غيث، أن أي عامل في صيدلية يحمل شهادة مزاولة مهنة وعضو في نقابة الصيادلة هو مؤهل لبيع الأدوية، مشيرا الى ضرورة تبليغ النقابة والمؤسسة العامة للغذاء والدواء عن أي أخطاء تتعلق بصرف أدوية مغايرة للموجودة بالوصفات الطبية.

وحول تباين أسعار الدواء في الصيدليات بين غيث ان ذلك يرجع الى ارتفاع أو انخفاض أسعار الدواء عالميا، حيث يحدث أن يتم استيراد كميات من الأدوية قبل انخفاض أسعارها عالميا وبالتالي يتم بيعها بالأسعار المرتفعة في الصيدليات التي اشترت من نفس المستورد الى حين نفاد الكمية، في حين يتم بيع نفس الدواء في صيدلية أخرى بسعر أقل نظرا لاستيراد كميات بالأسعار العالمية المنخفضة.

واقترح غيث توحيد أسعار الأدوية التي يتم بيعها في الصيدليات بصرف النظر عن أسعار استيرادها سواء مرتفعة أو منخفضة، على أن يتم تعويض الصيدليات حسب فروقات الأسعار العالمية من قبل المستوردين أنفسهم، مشيرا الى ان هذه الآلية كان معمولا بها قبل خمسة عشر عاما.

وبخصوص بيع الأدوية منتهية الصلاحية أكد ان على فرق التفتيش التابعة لمؤسسة الغذاء والدواء تشديد الرقابة على الصيدليات والاطلاع على الوثائق الرسمية التي تبين اتلاف الأدوية منتهية الصلاحية حسب الأصول والمعايير المتبعة.

من جهتها أوضحت مديرة العلاقات العامة والدولية في المؤسسة العامة للغذاء والدواء الصيدلانية هيام الدباس ان المؤسسة تقوم بتسجيل وتسعير الأدوية حسب القوانين والأسس المعتمدة والمنشورة في الجريدة الرسمية.

وأضافت ان الدواء يعتبر السلعة الوحيدة التي يتم تسعيرها من قبل جهة حكومية في الأردن، حيث ان ارتفاع أسعار بعض الأدوية أحيانا يعود الى ارتفاع معدل سعر صرف عملة الاستيراد التي يتم من خلالها استيراد الدواء وحسب نشرة البنك المركزي المبنية على أسعار صرف العملات عالميا.

وقالت ان المؤسسة تعتمد أسسا معتمدة من قبل عدة دول ومرجعيات في تسعير الأدوية الأصيلة، حيث يتم مقارنة سعر الدواء في بلد المنشأ ووسيط سعره في 16 دولة مرجعية، اضافة الى الأسعار في السوق الدوائي السعودي والذي يعتبر من أكبر أسواق المنطقة مبيعا للدواء ويحظى بأسعار تفضيلية لأدوية الشركات الكبرى، مشيرة الى أن السعر النهائي يحتسب بالاعتماد على السعر الأقل الناجم عن هذه المعادلة.

وبالنسبة لوجود تباين في أسعار نفس الدواء في عدد من الصيدليات، لفتت الى انه يتم تخفيض أسعار الأدوية بناء على مراجعة الأسعار بشكل دوري في بلد المنشأ والسوق الدوائي السعودي وذلك بعد المراجعة المستمرة للأسعار، أو بناء على أسعار صرف العملات الأجنبية التي يتم الاستيراد بها، مشيرة الى ان تطبيق الأسعار المخفضة يكون اعتبارا من تاريخ صدور القرار في المؤسسة ولذلك يوجد تباين في الأسعار تبعا لتاريخ الاستيراد قبل التخفيض أو بعده.