بهجت التلهوني .. يتيم كفله عمه !
المدينة نيوز - خاص - كتب محرر الشؤون المحلية - قبل ان تقرع الحرب العالمية الاولى طبولها ولد بهجت التلهوني في مدينة معان عام 1913 ليفقد اسرته وهو طفل اثناء مغادرتهم الى دمشق في سنوات الحرب ، ليتعهده عمه خليل ، ويتخرج مثل ابناء جيله من مدرسة السلط قبل ان يحصل في العام 1935 على اجازة الحقوق من الجامعة السورية .
التحق بهجت التلهوني بسلك القضاء وظل في وظيفته لسنوات طويله ، حيث يشير الارشيف السياسي والقضائي في الاردن ان ابا عدنان هو من قاد المحكمة التي حاكمت القائد الشيوعي البارز فؤاد نصار مطلع الخمسينيات ، حين تحولت تلك المحكمة الى ما يشبه قضية رأي عام .
اول رئيس للديوان الملكي في عهد الملك الحسين ، وهو المنصب الذي تولاه لسبع سنوات متتالية ، قبل ان يعهد اليه الملك بتشكيل الوزارة عقب اغتيال الرئيس هزاع المجالي عام 1960 ، ليشهد عقد الستينيات تشكيل اربع حكومات للرئيس التلهوني .
على غير عادة معظم الرؤساء الذين احتفظوا بحقيبة الدفاع ، اختار الرئيس بهجت التلهوني حقيبة "العدلية " اضافة للرئيس بسبب اطلالته الواسعة على ميدان القضاء الذي عمل فيه طويلا ، ويشير الارشيف الاردني ان بصمات ابي عدنان ظلت واضحة تماما في القانون المدني الصادر عام 1977 ، الذي صار نموذجا يحتذى لبعض الدول الشقيقة .
في عام 1974 تولى بهجت التلهوني الرئاسة الثالثة في ميدان عمله السياسي، حين اصبح رئيسا لمجلس الاعيان ، وبحكم المنصب فقد اصبح رئيسا للسلطة التشريعية خاصة بعد حل البرلمان في العام نفسه بسبب استحقاقات مؤتمر قمة الرباط الذي اعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني ، في وقت تولى فيه الرئيس قبل ذلك بعامين رئاسة الوفد الاردني للتفاوض حول مشروع المملكة العربية المتحدة الذي طرحه الملك الراحل الحسين عام 1972 .
واحد من ابرز الشخصيات السياسية في النصف الثاني من القرن الماضي ، و احد اكثر الشخصيات قربا من الملك الحسين ، من خلال توليه لعدد من المناصب الرفيعة ، حيث ظل الراحل لسنوات عديدة احد اعضاء المطبخ السياسي الفاعلين ، وله حضوره القوي داخل الاردن وخارجه .
كان بهجت التلهوني ثاني اثنين (مع فلاح المدادحة ) يتجهان في فاتح اذار 1956 لمنزل الجنرال كلوب باشا لابلاغه بالاستغناء عن خدماته ، واقتياده للمطار ، ليتحول ذلك الحدث الى عيد وطني لتعريب الجيش والتخلص من قيادته البريطانية، كما كان حاضرا بقوة في مرحلة الاحكام العرفية واعلان الاتحاد العربي مع العراق ، وشاهدا على هزيمة حزيران وغيرها من الاحداث الكبيرة التي تعرض لها الاردن والمنطقة في تلك المرحلة .
القاضي الذي تحول الى سياسي محترف ، لم يغادر محيط علاقاته الاجتماعيه التي اكتسبها من عمله في سلك القضاء في اربد والكرك وعجلون وعمان ، وتشير الوثائق انه ثالث اردني يحصل على بكالوريس في الحقوق ، وهو الذي عاش يتيما في كنف عمه التاجر ، ورفض ان يحسم امر مستقبله في تلك المهنة .
وفي عام 1995 توفي بهجت التلهوني عن اثنين وثمانين عاما ، ومثلما كان شاهدا على فرض الاحكام العرفية عام 1957 فقد شهد كذلك عودة الحياة الديمقراطية للبلاد عام 1989 اثر هبة نيسان التي انطلقت شرارتها من مسقط رأسه في مدينة معان .
واحد من الاسماء التي احتلت مساحة واسعة في الحياة السياسية الاردنية ، وقد اقترن بالسيدة زهرة المرادي وانجبا بنتا هي منى وولدين هما عدنان وغسان .