تفجير أبها...في أي السياقات

بعيدا عن قصة «التفجير في بيوت الله» التي هي جريمة واستهتار وتمادٍ وسيولة في فهم الدين، أجد أن «تفجير أبها» الاخير يشكل حالة سياق لابد من قراءتها بتمعن وهدوء شديدين.
التفجير سياسي بامتياز بمعنى ان ثمة عوامل تداخلت فيه من اجل التأثير على البوصلة السياسية السعودية التي قامت في الاونة الاخيرة باعادة ترتيب اولوياتها.
.لست افهم كيف تفكر «داعش» فهل من مصلحتها ان تجعل السعودية اكثر اصرارا على محاربتها كما فعلت مع تركيا بعد تفجير سراج؟!.
هذا السؤال كبير وهام ومتداخل البنية؛ فالعقل السياسي المنطقي يقول ان تفجير ابها صب في مصلحة ايران والنظام السوري وانه كان موجها لهذه الغاية.
علي مملوك الرجل الامني القوي التقى السعوديين ثم كان التفجير ليؤكد الضغط على الرياض من أجل حسم امر بقاء نظام الاسد والانتقال لمرحلة القضاء على كل ما دونه.
بالمقابل يثبت تنظيم داعش توحشه المستمر لكن هذه المرة على قاعدة من الغباء السياسي فكأنه يصنع المبرر لتجميع كل الاطراف نحو حربه والقضاء عليه.
بعض الزملاء المحللين يرون ان داعش تثبت بعد تفجيري أبها وسراج انها صنيعة، وأشكال وألوان انفلتت من عقالها وهي في طريقها الى الزوال.
ما يقلقني ان تعود السعودية الى سيرتها الاولى زمن الملك عبدالله بن عبد العزيز فانا اقدر حجم الالم وطبيعة التحول لكنني اتمنى ان تبقى العزيمة السعودية كبيرة في مواجهة ايران والتصالح مع الاسلام السياسي.
الرياض تتغير وهذا لا يعجب الكثير من العرب والعجم؛ لذلك تراهم يهددونها بوجودها وبأمنها، وما أرجوه ان تبقى في طور التغير عل وعسى نرى مشروعا عربيا خاصا.
(السبيل 2015-08-09)