لا للهضم

مقالة الزميل فهد خيطان التي دعا فيها الى هضم المكونات القادمة إلينا بفعل الظروف الاقليمية كان مفاجئا لي وجعلتني اتقلب في حساباتي هنا وهناك. الزميل ختم مقالته بعبارة «الاردن الكبير يتكون ديموغرافيا وخبرتنا الطويلة في التنوع ينبغي ان تسعفنا في هضم المكونات الجديدة».
يحق للزميل أن يبدي رأيه لكن ما أخشاه أن يكون في الامر معلومة او خدمة بالون اختبار لجهة سيادية تريد أن تختبر صبرنا على التلاعب بالهوية الاردنية.
لا زلنا مرحبين باللاجئين السورين والعراقيين وغيرهم، لكننا لن نقبل ان يكون هناك مجرد تفكير بادماجهم اجتماعيا وسياسيا مع الديموغرافيا الاردنية.
هذه خطوة خطيرة ولا يحق لأي كان ان يقرر وحده متى نكبر ومتى يبقى حجمنا كما هو، فالقضية خطيرة ويجب ان نتخذ منها جميعا موقفا حاسما وحازما.
للأسف الى الان لم تنضج صورة المنطقة القادمة ولا شكلها الجغرافي والديموغرافي ومع ذلك يخرج من يريد استباق الضغوط ليعلن وصايته علينا أننا جاهزون «لأن نكبر» وهذا وهم لن نرضاه.
الاردن يدرك ان المنطقة ستتغير نحو شكل جديد، لكننا حريصون على ابقاء حالنا على ما هو رغم كل الضغوط وهذا مطلب وطني لا حيدة عنه ولا تراجع.
وهذا المطلب هو ما يجب على صناع الرأي الانشغال به دون غيره، فالعاصفة المجنونة التي اجتاحت المنطقة ودعوتنا الى الان مدعاة لدعمه لا لتفتيت بنيته.
الاردن قبل «هوجة الاقليم» وموجات اللجوء هو الاردن بعد استقرار العاصفة وهذا ليس بالمطلب او التحدي او النتيجة المنطقية التي لن نقبل بغيرها وهنا انصح ان يركن الكثيرون ربابتهم ويرتاحوا.
(السبيل 2015-08-11)