تقاسيم كمنجة يهودية

المسافة بين الرمثا ودرعا مجرد خط فاصل والمنطقة مؤهولة على كلا الجانبين، والحال ينطبق على القرى الأردنية في لواء الرمثا، الطرة والشجرة وعمراوة والذنيبة، والتي مقابلها تل الشهاب والمنشية والمزريب وطفس، والأمر نفسه لتلك التي على جانبي نهر اليرموك، وصولا لمثلث الحمة الأردني السوري الفلسطيني. وفيما يخص الحدود الشمالية الشرقية التي هي من الجهة الأردنية مناطق المفرق وصولا إلى أول الحدود مع العراق، فيمكن القول إن مقابلها السوري مناطق خالية بمسافات كبيرة بالمقارنة مع الحدود الشمالية الغربية، وعليه يكون التفكير بمنطقة عازلة انما يخص مناطق مؤهولة بالجانب السوري بدءا من محافظة درعا، او شبه خالية كالمقابلة لمنطقة المفرق، او في كليهما معا.
وعلى فرض امكانية الامر فان المسافة الطولية ستكون كبيرة وتحديد العمق يلزمه تحديدات غير سهلة بسبب قرب دمشق اساسا من درعا بمسافة 120 كم تقريبا من جهة المناطق المؤهولة، وهي أطول بكثير على الامتداد الاخر بما يلزم متطلبات لن تكون سهلة المنال الا ان وفرت دوليا. والحال نفسه على الجانب التركي بفوارق تخص امكانيات تركيا للسيطرة وطبيعة الاستعدادات الدولية لحماية البوابة الاوروبية مع الشرق، وتأمينها حرصا على طبيعة مصالحها، ويتوافق الحال مع الجانب الاسرائيلي الذي يريد ضمان استقرار المنطقة المحيطة به.
الحديث عن مناطق عازلة في الاراضي السورية ينسجم مع التصريحات الأمريكية بان الحل في العراق بتقسيمه، وتقسيم سورية من الامور المطروحة للحل فيها، وفي الحالتين ضمان لاستمرار هشاشة المنطقة العربية الحيوية لفترة أطول بسيناريوهات جديدة، سيكون بعدها مرحلة اخرى مضمونة تماما لاستمرار السيطرة الغربية والاسرائيلية وتعميقها ايضا لفترة جديدة.
القذائف القادمة من الجانب السوري التي تصب في لواء الرمثا دون تحديد مصدرها تماما إن من المعارضة او قوات النظام، وتصريحات رئيس الوزراء بضرورة اليقظة منها، وما يجري من استعدادت على الجانب التركي عناوين للانتقال الى مرحلة جديدة في الصراع على سورية، وان يبقى معلوما ما يفيد انقرة بالامر فإن ما يمكن ان تجنيه عمان يظل مجهولا رغم وضوح ومعرفة المستفيد من كل ما يجري وسيجري.
(السبيل 2015-08-16)