شرف الأمة

ليس في اوروبا دولة واحدة اسلامية وكذلك الحال في الامريكيتين، ونفس الحال للصين واليابان والكوريتين وروسيا ومعظم الجمهوريات السوفياتية سابقا، وهذه كلها دول متقدمة وقوية بمجمل المحاور وشعوبها تنعم بواقع اقتصادي وصحي وثقافي ورياضي يبتعد كثيرا وبمستويات مختلفة عن واقع الشعوب في الدول الاخرى في اسيا أو افريقيا.
الوطن العربي بدوله مجتمعة لا يملك ادوات انتاج علمية صناعية وتكنولوجية وانما قدرة استهلاكية لها، وهو يعج بكل اشكال التخلف والتردي، والنظرة العالمية له محتواها كراهية واحتقار وتخلو تماما من اي تقدير او احترام، ومنذ عقود تثير كلمة عربي استهزاء ونظرة دونية عند المتلقي، ووصل الامر الى ان شعوبا افريقية اكثر تخلفا يثيرها الامر بذات الطريقة. والمقارنة مع دول وشعوب غير عربية مثل سيريلانكا وبنغلادش والفليبين ومن مثلها من غير المسلمة يعطيها افضلية عند الاوروبيين والامريكان، وذات الحال للدول المسلمة غير العربية مثل تركيا وايران وماليزيا واندونيسيا التي مثلها ايضا.
الدول الافريقية غير العربية مستقرة على واقع علاقات مع الدول الكبرى مستند لتاريخ استعمارها، واغلبها يرتبط بفرنسا وبريطانيا واسبانيا والبرتغال، وتحتل الصين فيها حضورا مميزا، كما ان امريكا تحتل فيها مكانة بارزة ومثلها الكيان الاسرائيلي. أما الصراعات الداخلية فيها فتختلف من حيث ما يثيرها وتتشابه تماما في الاسلوب والادوات مقارنة مع صراعات دول الصومال وموريتانيا والسودان العربية الافريقية المسلمة، وكذلك مع الصراعات الدموية في دول اسيا العربية المسلمة، إذ يكون الدين والطائفية فيها منطلقا اساسيا والحال ليس نفسه ويختلف للافريقية المسيحية.
الكراهية في اوروبا وامريكا موجهة بعناية للعرب اولا ثم للمسلمين عموما، وقد كانت قبلا لليهود ايضا وهي الان ليست موجهة للاسرائيليين، والموضوع برمته تاريخي من قبل وبعد الحروب الصليبية. والان يزداد الطين بلة، وسيكون اسوأ في ظلال استحضار التاريخ الذي كان مشرقا ويتمثل اليوم مظلما من دعاة دولة خلافة جديدة لا تربطهم بالراشدين والامويين والعباسيين والعثمانيين حتى المماليك اي صلة.
(السبيل 2015-08-18)