مشاركون في منتدى الشباب يحثون المجتمع الدولي لاستغلال طاقات الشباب في بناء السلام العالمي

تم نشره الجمعة 21st آب / أغسطس 2015 06:31 مساءً
مشاركون في منتدى الشباب يحثون المجتمع الدولي لاستغلال طاقات الشباب في بناء السلام العالمي
ولي العهد في افتتاح المنتدى العالمي للشباب والسلام والأمن

المدينة نيوز :- اجتمع شباب من صانعي السلام يمثلون 100 دولة حول العالم للمشاركة في المنتدى العالمي للشباب والسلام والأمن، الذي انطلق الجمعة تحت رعاية سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، وحث المجتمع الدولي على اخذ طاقات الشباب بعين الاعتبار لبناء السلام حول العالم.
ويشكل المنتدى حالة عالمية فريدة كونه الأول الذي يعقد تحت رعاية سمو ولي العهد بشراكة مع الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني.
وكان سمو ولي العهد أكد في خطاب ألقاه في الجلسة الافتتاحية للمنتدى، الذي حضره عدد من أصحاب السمو الأمراء والأميرات، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي، وعدد من الوزراء والسفراء، أن الأردن، سيسعى للعمل من خلال عضويته في مجلس الأمن على إقرار أجندة حول الشباب والأمن والسلام، لضمان دور الشباب في الأمن وصناعة السلام المستدام، وبالشراكة مع الشباب والشابات وليس بإشراكهم.
وأكد متحدثون في الجلسة الافتتاحية التي حملت عنوان: فهم قطاع الشباب والسلام والأمن. أين نقف الآن؟ وما هي الفرص؟، وأدارها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشباب، أحمد الهنداوي، أهمية مشاركة الشباب في القضايا العالمية المتصلة في الأمن والسلام ومكافحة التطرف والعنف والتحديات البيئية ومأسسة الجهود الشبابية، خصوصا أصحاب الخبرة والتجربة في مناطق الصراع والاضطراب التي تشهدها دول عديدة حول العالم.
وقال نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ناصر جودة، في كلمته خلال المنتدى، "إن انعقاد هذا المؤتمر، يأتي برعاية كريمة من سموكم، تأكيد للدور الكبير الذي تقوم به القيادة الهاشميّة وانطلاق من رسالتها ومسؤوليتها التاريخية، وتجسيد لرؤية جلالة الملك في العمل المنهجي الفاعل، وقيادة المبادرات النوعية، في مجابهة ثقافة الغلو ودعوات الانغلاق والكراهية، والقطيعة مع الآخر، دفاعاً عن النور وعن المستقبل المشرق، وعن قيم الخير ومكارم الأخلاق".
وأضاف أن لحديث سمو ولي العهد، خلال ترؤسه جلسة مجلس الأمن، في 23 نيسان الماضي، أثر كبير على المستويات كافة، "وجاءت دعوتكم، لتعبر عن حضارة عريقة، متأصلة في العطاء والتنوير، وعن آمال وطموحات جيل الشباب، الواثق بنفسه وبقدراته، المتمكن من أحدث معارف العصر وعلومه وأدواته" وفقاً لـ"بترا".
وأكد أن دعوة سموه لأهمية الانتباه الواعي لجوهر التحدي والواجب، وما يواجهه شباب وشابات العالم، من حالة استقطاب واستهداف، تمثّل رسالة في الوقت الذي يتخطى فيه عدد الشباب في العالم 8ر1 مليار، نحو 600 مليون منهم في بؤر الصراع ويعدون أخطر ضحاياه وأهدافه، خصوصاً مع التأثير الكبير لعوامل البطالة، وفشل مشاريع التنمية، وتردي الأوضاع الاقتصادية، وغياب المنابر اللازمة والضروريّة، لتكريس ثقافة الحوار، وتفعيل الشراكة.
وقال جودة إن الأردن حدد وعرف مفهومه الواسع لمنظومة الأمن، بالمحافظة على البعد الشامل المتوازن للأمن بديلا للبعد العملياتي، والاعتدال والانفتاح وترجمت ذلك المبادرات الملكية من "رسالة عمان" و"كلمة سواء"، وأسبوع الوئام الديني الذي تبنّته الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة بالإجماع بناء على اقتراح من جلالة الملك، وصولا إلى أن الأمن، بالمفهوم الأردني، "هو أمن القيم، والتمسك بنهج الإصلاح وتطوير نموذجنا الديموقراطي، وتوسيع قاعدة مشاركة الشباب، وتوفير المنابر الملائمة لهم، ورفع كل القضايا، المرشحة للصدام، إلى مستوى النقاش العام".
ولفت جوده إلى أنه خلال السنوات الماضية طرأت أولويات واعتبارات عديدة، تراجع معها اهتمام المجتمع الدولي بمفهوم السلام، واستحقاقاته، وأدت الأحداث الجسيمة وتنامي خطر التنظيمات الإرهابية، والانهيارات الكبرى التي شهدها الإقليم؛ إلى الخلط بين المفاهيم، والفصل الجائر بين ما حدث ويحدث، وبين حتمية إحلال السلام، كمتطلب أساسي، للأمن في هذه المنطقة.

وأكد جودة أن جلالة الملك قاد الدبلوماسية الأردنية للتصدي لمحاولات التعتيم على القضية الفلسطينية، وإعادة تعريف حقائق الصراع في المنطقة، والربط بين تنامي التنظيمات الإرهابية وتمددها، وبين غياب الحل العادل والشرعي للقضية الفلسطينية التي يمثل حلها جوهر السلام في المنطقة، لافتا إلى جهود الأردن الموصولة في التصدي لكل محاولات التهويد والمساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
كما أكد جودة، خلال كلمته، على مواقف الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، حيال مختلف القضايا والأزمات التي يشهدها الإقليم والعالم، ومساعيه الدؤوبة لدعم وتعزيز جهود إحلال السلام وترسيخ الأمن والاستقرار.
وأشار جودة، في هذا الصدد، إلى أن الأردن يقوم بواجبه، وبالنيابة عن المجتمع الدولي، في تحمل أعباء اللاجئين السوريين على أراضيه.
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن شكره لسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، لتنظيم هذا المنتدى العالمي المهم للشباب والسلام والأمن ولدور الحكومة الأردنية في هذه الجهود.
وقال في كلمة، ألقاها نيابة عنه المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحد للسكان، باباتوندي أوسوتيماين، "إن الشباب الذين يجتمعون اليوم يمثلون أوسع جيل من الشباب عرفه التاريخ وفي لحظة تاريخية يستعد فيها قادة العالم لاعتماد تصور عالمي جديد للتنمية المستدامة في الشهر المقبل".
وأضاف أن أهداف التنمية المستدامة ترمي إلى تمكين الشعوب من عيش حياة كريمة بحلول العام 2030، "وهو العام الذي سيكون فيه عدد كبير منكم قد بلغوا سن الرشد. ولعل هذا ما يحملني على أن أطلق على الجيل الحاضر جيل أهداف التنمية المستدامة".
وأكد أن الشباب عامل أساسي في إحلال الأمن الدائم وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة والسلام والأمن، داعيا إلى عدم ربط الشباب بالعنف، كونهم "في أغلب الأحيان من أوائل ضحايا النزاعات، ويمكنهم أن يتزعموا الحركات المناصرة للسلام".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته إن عددا لا يحصى من منظمات الشباب ترنو إلى تحقيق السلام وليس إلى إشعال نار الحرب، لكنها في البلدان التي تمزقها النزاعات لا تملك التأثير ولا القدرة ولا المال لكي تعمل بفعالية، الأمر الذي يستدعي من الجميع مساعدتها لتحقيق جهودها السلمية.
وأضاف"الشباب يمكنهم، بفضل الدعم المناسب، أن يرسوا دعائم السلام ويعززوا المصالحة ويحققوا الحكم الديمقراطي"، داعيا ممثلي الحكومات والمؤسسات المانحة وشركاء المجتمع المدني إلى دعم هذه المبادرات الشبابية القيمة.
وأكد في هذا الصدد أن الأمم المتحدة تسعى جاهدة للإصغاء إلى شباب اليوم والاستجابة لهم، "وقمنا بالفعل بإعلان المبادئ التوجيهية المتعلقة بمشاركة الشباب في بناء السلام، كما أنني أعكف حاليا على وضع خطة عمل شاملة لمنع التطرف العنيف، تهدف إلى إشراك الشباب وتمكينهم".
ولفت إلى أن الجميع يسعى إلى تحقيق "عالم أكثر عدلا وسلاما، وسيكون باستطاعتنا أن نحققه بفضل المساعدة التي يمكن أن يقدمها الشباب أمثال أولئك الذين انخرطوا في صفوف الشبكة المتحدة لبناة السلام الشباب".

بدورها، أشارت المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) إيرينا بوكوفا، إلى التحديات التي يعانيها الشباب في العالم، خصوصا في مناطق الصراع من غياب فرص التعليم الأمر الذي يتطلب جهودا أكبر في سبيل تمكين الشباب خصوصا من هم في سن المدرسة.
ودعت إلى تبني أجندة للسلام والشباب في العالم وتتبنى غرس الدفاع عن السلام في ذهنية هؤلاء الشباب، وهذه رسالة اليونسكو في هذا الإطار التي تتضمن بناء حوار حول القيم المشتركة للسلام في العالم أجمع، وهو ما تضمنته مبادرة خاصة بالدول المتوسطية، من بينها الأردن "لتمكين الدور المدني للشباب".
وقالت إن الرسالة التي تنقلها اليونسكو للشباب اليوم أن "منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم تقف معكم وإلى جانبكم".
وقدم شباب من مناطق الصراع حول العالم تجاربهم الشخصية ومسيرتهم العملية لإحداث تغيير إيجابي في دولهم.
وعرضت آلاء توتنجي من سوريا، وبريندا توريس غارسيا، عضو مجلس وطني الحركة الوطنية للأطفال من كولومبيا، إلى جانب مؤسس شبكة الشباب الأفريقي، فيكتور أوتشن، الإسهامات الممكنة للشباب في قضايا مثل محاربة الإرهاب والتطرف وقضايا المناخ والبيئة والمشاركة في إحداث التنمية والتغيير الإيجابي.
وفي رسالة مسجلة تم بثها للمشاركين في الجلسة الافتتاحية، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أهمية لقاء الشباب الذين يمثلون ثقافات متعددة، للاشتراك في مناقشة التحديات التي تواجه العالم، خصوصا الأمن السلام، والتطرف والإرهاب، وكيفية التعامل مع تحديات تغيير المناخ والاحتياجات من فرص العمل، وتسخير التكنولوجيا لتعمل في الاتجاه الصحيح.
وأكد مشاركون في الجلسة الافتتاحية أهمية عمل الأمم المتحدة ومؤسساتها على تبني مخرجات المنتدى العالمي للشباب والسلام والأمن، ومتابعة تنفيذها لضمان دور الشباب في صناعة السلام وتحقيق الأمن والتنمية في مجتمعاتهم، خصوصا تلك التي تعاني من النزاعات والصراعات.
ويناقش المشاركون في المنتدى، على مدى يومين، موضوعات تتعلق بالتعريف بإعلان عمان حول الشباب والسلام والأمن، وتبديد التصورات الخاطئة حول دور الشباب في الصراعات، والممارسات الواعدة لدى الشباب، والفجوات والفرص، وجودة البرامج وتأثيرها، وتقييم مدى التقدم وتعزيز المساءلة، والابتكار والتكنولوجيا في سبيل بناء السلام، والخطاب والخطاب المضاد، وموضوعات تتصل بالتعليم من أجل السلام، وانخراط الشباب في عمليات السلام والمصالحة، وتمكين وتوظيف الشباب اقتصاديا في سبيل بناء السلام، وحركات الشباب الاجتماعية، والعنف في المناطق الحضرية، وحماية حقوق الشباب، وصورة الشباب في الإعلام.
كما يتناول المنتدى دور الشباب في الأردن، كنموذج للدراسة، واللبنات الأساسية للتغيير، ومنع ومواجهة العنف النابع من التطرف، وحركات الشباب التي تعمل في بناء السلام، ومشاركة الشباب في الحوكمة ضمن سياق بناء السلام، والأمن الشامل في تعزيز الأمن، ودور اللاجئين والنازحين في بناء السلام.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات